تجري الشهر المقبل
أ. ف. ب.
المعسكر المعارض لبريكست مشرذم في الانتخابات الأوروبية
أ. ف. ب.
لافتتان عليهما صورتان لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن قرب مجلس العموم في لندن، في 25 نيسان/أبريل 2019
|
تخوض بريطانيا الانتخابات الاوروبية الشهر المقبل وسط تشرذم المعسكر المؤيد للاتحاد الاوروبي فيما يتصدر حزب بريكست الاستطلاعات جاذبا أصوات المستائين من الإرجاء المتكرر لعملية الخروج من الكتلة.
وأسف زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي لدى تقديمه لائحة مرشحيه للانتخابات الاوروبية في لندن الجمعة لعدم وجود "منبر مشترك" مع الأحزاب الأخرى المؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي لمنع بريكست.
وقال فينس كيبل الوزير السابق في الحكومة "يفترض بنا أن نكون متكاتفين. إن ملايين الأشخاص في هذا البلد الذين صوتوا لصالح البقاء في الاتحاد يتوقعون منها الوقوف جنبا إلى جنب".
وخلال استفتاء 2016 اختار 52 بالمئة من البريطانيين مغادرة الاتحاد الأوروبي. وكان موعد بريكست أساسا في 29 آذار/مارس لكن تم إرجاؤه مرتين لعدم اتفاق النواب على شروط الانسحاب.
وحزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض يؤيدان تطبيق بريكست لكنهما منقسمان داخليا إزاء الاستراتيجية، فيما أحزاب صغيرة في جانبي النقاش أصبحت في الواجهة.
وحل الليبراليون الديموقراطيون في المرتبة الخامسة في استطلاع لمركز "يوغوف" صدر الاسبوع الماضي، مع 9 بالمئة من نوايا التصويت.
لكن النسبة تقترب من الاحزاب الأخرى المعارضة لبريكست، مع 10 بالمئة للخضر و8 بالمئة لحزب التغيير البريطاني، بحسب الاستطلاع.
ويظهر الاستطلاع أن الاحزاب الثلاثة التي تؤيد جميعها استفتاء ثانيا على بريكست مع خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي، ستتخطى بسهولة نسبة 23 بالمئة التي حصل عليها حزب بريكست في حال شكلت ائتلافا.
غير أن حزب التغيير البريطاني الجديد الذي يضم نوابا سابقين من المحافظين والعمال، رفض عرض شراكة من الليبراليين الديموقراطيين.
وكتب فيليب كولينز في صحيفة تايمز وهو أيضا مستشار سابق لرئيس الحكومة العمالية السابق توني بلير "لقد اختار أحدث الأحزاب السياسية الغرور على الواقعية".
وقال كولينز "ربما حزب التغيير البريطاني سيحقق نتيجة جيدة في كل الأحوال، لكن هناك احتمال تشرذم أصواته. بالنسبة لحزب تأسس للتو، إنها مجازفة عليه أن يحاول تجنبها".
وحصل حزب العمال على 22 بالمئة والمحافظون على 15 بالمئة من نوايا التصويت في الاستطلاع نفسه.
- الانشقاق ليس بالأمر السيء -
سجل حزب التغيير البريطاني بعض النجاحات، مع طلب نحو 3700 شخص ترشيح الحزب لهم في الانتخابات الأوروبية.
وبينهم ريتشل جونسون، الصحافية والوجه التلفزيوني المعروف وهي ايضا شقيقة وزير الخارجية السابق والنائب المحافظ بوريس جونسون.
وقال أناند مينون، استاذ السياسة الأوروبية في كينغز كولدج بلندن إن حزب التغيير البريطاني يخوض وحيدا الانتخابات يمثل "استراتيجية منطقية" تسمح له بأن يكون موجودا كحزب مستقل ومعروف.
وردا على سؤال بشأن انقسامات في المعسكر المناهض لبريكست، قال مينون إن الأحزاب "ستحصل ربما على مقاعد أقل مما لو قامت بحملة موحدة، لكنها قد تحصل على مزيد الاصوات".
وأضاف "إذا كان هدفك هو تحقيق أكبر عدد من الاصوات فيمكنك ان تتوقع أن يصوت البريطانيون لصالح البقاء في استفتاء آخر، إن انشقاقه ليس بالأمر السيء ربما".
لكنه أضاف أن انطلاقة حزب بريكست كانت "فعالة أكثر بكثير" من حزب التغيير.
واعتبر مينون أن زعيم حزب بريكست نايجل فاراج "قد يكون أحد أكثر السياسيين تأثيرا في جيلنا".
وفاراج الذي كان زعيم حزب الاستقلال البريطاني فاز في الانتخابات الأوروبية الأخيرة عام 2014 -- ما ساعده في دفع رئيس الوزراء آنذاك ديفيد كاميرون على إجراء استفتاء حول عضوية الاتحاد الأوروبي.
لكن مينون قال انه سننتظر لمعرفة ما إذا كان الناخبون سيشاركون بأعداد كبيرة إذ أن البريطانيين "تاريخيا لا يكترثون" بالانتخابات الأوروبية.
وفي النهاية، فإن النواب المنتخبين قد يجلسوا في مقاعد البرلمان الأوروبي لاسابيع قليلة قبل أن تغادر بريطانيا الاتحاد.
COMMENTS