أظهر استطلاع جديد أنّ ثلاثة من أصل خمسة طلاب في المرحلة الثانوية عانوا مشاكل في الصحة النفسية أو كانوا مقرّبين من شخصٍ يعانيها. وكشف...
أظهر استطلاع جديد أنّ ثلاثة من أصل خمسة طلاب في المرحلة الثانوية عانوا مشاكل في الصحة النفسية أو كانوا مقرّبين من شخصٍ يعانيها.
وكشف البحث الذي قادته جمعية "مايند" Mind الخيرية أنّ طالباً من أصل سبعة ممن تتراوح أعمارهم بين 11 و19 عاماً، قالوا أنّ صحّتهم النفسية- العقلية ضعيفة أو ضعيفة للغاية.
واعتبر أكثر من نصف الطلاب أنّهم لا يشعرون بالثقة في اللجوء إلى الأساتذة أو طاقم العمل المدرسي في حال احتاجوا إلى المساعدة.
وأفاد اثنين من أصل خمسة من العينة نفسها، أنّهم لا يعرفون إلى من يتوجّهون في الحرم المدسي، فيما لو سعوا إلى الحصول على الدعم.
وأشارت جمعية "مايند" التي تقدّم المشورة والمعلومات في مشاكل الصحة النفسية أنّ الاستطلاع الذي شمل أكثر من 12 ألف طالب، أظهر "الحجم الهائل للضغوطات التي يواجهها الشباب."
ولفتت لويز كلاركسون، رئيسة قسم الأطفال والشباب في تلك الجمعية إلى أنه "على الرغم من المستويات العالية للـهشاشة في الصحة النفسية في أوساط الطلاب الشباب، لا يحصل عديد منهم على الدعم ولا ينال من يحصلون عليه مستويات من الدعم تتناسب مع احتياجاتهم. ليس خطأ المدارس التي نعلم أنّها تنوء بعبء متزايد لتأمين رفاهية الطلاب فيما تعاني خدمات الصحة النفسية في "هيئة الصحة الوطنية"، ارتفاعاً حاداً وفجوات عميقة. ندرك أنّ عدد من المدارس تبذل ما في وسعها على الرغم من مواردها المحدودة، وطاقم العمل يحتاج إلى الخبرة والدعم الصحيحين من أقسام أخرى في النظام."
ونبّهت كلاركسون إلى أنّ مسألة الصحة النفسية "أصبحت بسرعة أحد التحديات الرئيسية التي تواجه مجتمعنا... علينا أن نصغي إلى ما يقوله الشباب لنا ونسترشد بهم أثناء وضع خطط الخدمات والمساعدة."
ووجد الاستطلاع أنّ واحداً من أصل خمسة طلاب (21 في المئة) حصلوا على الدعم داخل المدرسة بشأن صحّتهم النفسية- العقلية. ومن بين هؤلاء، أورد 43 في المئة أنهم لم يجدوا المساعدة مفيدة لهم و63 في المئة أنّهم لم يشتركوا في الخيارات التي اتّخذت بشأن ذلك الدعم.
وأعربت سلمى، 15 عاماً، وهي طالبة في مدرسة في "لانكاشير"، عن قناعتها بأن "كون المرء مراهقاً في الأوقات الحالية أمر يرتبط بعدد من الأشياء المرهقة. إذ يمكن لعدد من الأمور أن تؤثّر على حسن حالك، وليست الامتحانات والحياة في المنزل والتنمّر الالكتروني وضغوط مواقع التواصل الاجتماعي سوى بضعة أمثلة عن ذلك. وجدت أنّ قلّة من الأشخاص تودّ التحدّث عن الصحة النفسية- العقلية، وعلى ذلك أن يتغيّر. من المهمّ للغاية أن يعرف أيّ طالب شاب يعاني مشاكل في الصحة النفسية أين يمكنه الحصول على المساعدة، سواء من الأهل أو الطبيب أو المدرسة أو جمعيات على غرار "مايند". بوسع الحصول على المساعدة أن يعني أنّه بإمكانك البدء بالشفاء والاستمتاع بالحياة مجدداً."
وكشف استطلاع منفصل أجرته مايند وشمل ألف شخص من الطاقم المدرسي أنّ ثلاثة من أصل أربعة (71 في المئة) يشعرون بالثقة من أنّ الطلاب الذين يحتاجون إلى الدعم يحصلون عليه بشكلٍ كافٍ.
ولكن، يشعر واحد من أصل اثنين (52 في المئة) أنّهم لا يملكون ما يكفي من المعلومات لدعم الطلاب الذين يعانون مشاكل في الصحة النفسية- العقلية. وخارج المدرسة، يعي الطاقم وجود مساعدة أخرى ولكن أقلّ من النصف (26 في المئة) كانوا واثقين بثأنّهم قادرين على مساعدة الطلبة في الحصول عليها.
وأشار كريس ماجور، مساعد مدير في إحدى المدارس إلى أنّه "من الواضح بالنسبة إلينا أنّه على مدار السنوات القليلة الماضية، تزايد طلب الدعم في الصحة النفسية- العقلية مِنْ قِبَلْ الطلاب بشأن تأقلمهم مع ضغوطات الحياة العصرية. يواجه الشباب عدد من الضغوطات أكاديمياً، مثل المراجعة للامتحانات، ما يمكن أن يؤثّر على مستويات توتّرهم. إضافة إلى ذلك، نرى مزيداً من الشباب يكافحون في ما يتعلّق بضغوط المظاهر ويشعرون بالحاجة إلى إظهار حياة "مثالية" على مواقع التواصل الاجتماعي. اخترنا زيادة مخصصاتنا في المدارس لتلبية هذا الطلب. تملك مدارسنا اليوم ثقة أكبر في الحديث عن حسن الحال النفسية- العقلية، ما يساعد الأشخاص بأن يدركوا أنّهم ليسوا بمفردهم".
تجدر الإشارة إلى أنّ الاستطلاعات أُجريت كجزءٍ من مشروع تجريبي في 17 مدرسة ثانوية في انكلترا وويلز بتمويلٍ من "بريت تراست" BRIT Trust و"دابليو أيتش سميث" WHSmith.
* معلومات الصحة النفسية للشباب متوفرة مجاناً عبر موقع "مايند" mind.org.uk
Independent
COMMENTS