غالباً ما تقاس التأثيرات العالمية بالقوة العسكرية والاقتصادية والسياسية، لكن بالنسبة لبعض البلدان، تعد القوة الثقافية، ومنها الطعام و...
غالباً ما تقاس التأثيرات العالمية بالقوة العسكرية والاقتصادية والسياسية، لكن بالنسبة لبعض البلدان، تعد القوة الثقافية، ومنها الطعام والأزياء والفنون، هي التي تُحدث التأثير الأقوى في العالم الأوسع.
هذه البلدان المؤثرة ثقافياً صنفت في الآونة الأخيرة من قبل مؤسسة "يو أس نيوز أند وورلد ريبورت" وفقا لعوامل مختلفة، من قبيل سمعتها كبلدان مرموقة، وعصرية، وراقية، وسعيدة، ومميزة ثقافياً من حيث الترفيه والمتعة.
وعلى الرغم من أن عدداً من الدول العشر الأولى من هذه البلدان يقع في أوروبا، بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، فإن القائمة تضم أيضاً اليابان (التي تتبوأ مرتبة عالية في كونها مرموقة وعصرية)، والبرازيل (لسعادة سكانها ووسائل الترفيه لديهم) والولايات المتحدة (لكونها عصرية ومؤثرة ثقافياً).
اقتبسنا لكم في مدونة Life In The UK دور المملكة المتحدة في التطور الثقافي العالمي.
تتبوأ المملكة المتحدة ترتيباً عالياً بين الدول التي توصف بأنها "مرموقة"، حيث يفخر مواطنوها بقدرتهم على المزاوجة بين أخلاقيات عمل قوية، وإبداع، وانفتاح على التغيير لإنتاج ابتكارات جديدة.
يقول الكاتب إيان هوكينز المقيم في لندن: "لدينا بعض أرقى الجامعات في العالم، كما أن لدينا ذوقا في إقامة المشاريع". ويضيف: "لا تنسى أن شفرات الآلات، والكمبيوتر، والشبكة العالمية العنكبوتية (الإنترنت) كلها من اختراعات البريطانيين".
وقد أتاح تأثير اللغة الإنجليزية ومرونتها لبريطانيا أن تزدهر كمكان التقى فيه الناس ليصنعوا مستقبلاً جديداً.
ويقول هوكينز: "لغتنا غنية في استعاراتها من اللغات الأخرى، ويقبل الناس على تعلمها لسهولتها".
ويضيف: "صديقي الفنزويلي وصل إلى لندن قبل 11 عاماً، وفي جيبه 700 جنيه استرليني دون أن يعرف كلمة واحدة بالإنجليزية. واليوم يعمل مستشار أعمال، ويدير أكثر من 30 مطعماً ومحلاً تجارياً. بإمكان أي إنسان أن يأتي لبريطانيا ويصبح كأي شخص بريطاني".
ينبغي أن يعرف الأجانب أن البريطانيين لا يعنون دائماً ما يقولونه، لهذا يتوجب عليك القراءة بين السطور. "من المهم أن تبحث عن الفروق الدقيقة في اللغة وفي لغة الجسد"، كما تقول الأسترالية أماندا أوبراين، التي تكتب في مدونة "ذا بوتيك أدفينشر". وتضيف أن عبارة "لست متأكداً" غالباً ما تعني "لا".
تقول أوبراين: "الإنجليز غالباً يقصدون بدقة عكس ما يقولون تماماً، فلغتهم تعج بالتورية، والمعاني المزدوجة، والفروق اللغوية الدقيقة".
وبوصفها مركز البلاد التجاري والمالي، تظل لندن الوجهة الأولى للموظفين والعاملين الأجانب. ورغم أن المدينة تعاني من عدم توفر سكن يمكن تحمل تكاليفه، فإن وفرة متاحفها وقاعات الحفلات الموسيقية ومسارحها توفر البيئة الملائمة ليواكب مواطنوها أفضل وأحدث ما على الساحة الإنسانية من ثقافة وفنون.
ويقول أحد المقيمين في لندن واسمه جريجوري جولينسكس وينحدر أصلاً من باريس: "صمويل جونسون له قول شهير: عندما يمل الإنسان من لندن فقد مل من الحياة".
ويضيف جولينسكس: "أتفق مع ذلك تماماً. يوجد الكثير من الأمور والأشياء التي تجذب الإنسان هنا والتي تمكنك من زيارة مكان مختلف في كل عطلة نهاية أسبوع، فلن تضطر للقيام بالشيء نفسه مرتين".
لكن التميز الثقافي لا يتوقف عند العاصمة. فمدينة إدنبرة لها تأثير ثقافي كبير، حيث تستضيف مهرجان "فرينج فيستيفال"، أضخم مهرجان فني في العالم، فضلاً عن كونها "مسقط رأس" هاري بوتر. كما تعد مدينة بيرمنغهام في وسط البلاد منافسا آخر لكل من لندن وإدنبرة في مجال الثقافة.
ويقول هوكينز: "من النوادي إلى الفرق الموسيقية، تتميز بيرمنغهام بحياة ثقافية رائعة. وتشتهر المدينة بأن فيها عددا من القنوات المائية يفوق عدد قنوات مدينة البندقية، ومنطقة بيع المجوهرات بها تشهد التقاء أحدث الصيحات مع المهارات التقليدية".
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Travel
COMMENTS