نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للكتّاب رودني جيفرسون ودارا دويل وأليكس موراليس، يقولون فيه إنه في الوقت الذي تتسارع فيه حملة الانتخ...
نشر موقع "بلومبيرغ" مقالا للكتّاب رودني جيفرسون ودارا دويل وأليكس موراليس، يقولون فيه إنه في الوقت الذي تتسارع فيه حملة الانتخابات العامة في منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، فإن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أخذ وقتا للإمعان بوطنية في المستقبل.
ويعلق الكتّاب قائلين في مقالهم، الذي ترجمته "عربي21"، إن "تصوير ذلك التعليق على أنه تنبؤ جريء بدلا من كونه كلاما مبتذلا يعكس مدى الفوضى التي آلت إليها البلد بعد أن صوتت على مغادرة الاتحاد الأوروبي عام 2016، وفي الوقت الذي تنقسم فيه إنجلترا حول كيفية القيام ببريكسيت، أو ما إذا كان يجب القيام به والمضي في البلد إلى الأمام، فإن الديناميكيا السياسية في المكونات الثلاثة الأخرى للمملكة المتحدة تبدو حول إن كان يجب أن تكون هذه البلد موجودة أم لا".
ويلفت الكتّاب إلى أن "الفكرة من الانتخابات التي ستعقد في 12 كانون الأول/ ديسمبر هي أن تكسر الجمود في البرلمان، وحتى يمكن حل السيكو دراما بخصوص علاقتها بالقارة الأوروبية، لكن هناك سؤالا آخر يخيم بظله على الحملة: هل يمكن للبلد التي توحدت وبنت إمبراطورية أن تنهار من الداخل؟".
وينوه الكتّاب إلى أن "جونسون سارع إلى زيارة إسكتلندا في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر، قبل مرور أسبوع على إعلان الانتخابات، في محاولة لحشد الدعم لاتحاد عمره 312 عاما، ومع ذلك فإن الكثير من الدوائر الرئيسية لحزب المحافظين لا يهمها إبقاء الشمال، ففي منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أظهر استطلاع قامت به (سكاي نيوز) بأن 41% من المصوتين لصالح بريكسيت قالوا بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي يستحق خسارة إسكتلندا، بينما اختلف معهم 18% في هذا الموضوع، و17% قالوا إنه لا مشكلة لديهم أن تنفصل إسكتلندا عن المملكة المتحدة بغض النظر عن الظروف".
ويذكر الموقع أن إسكتلندا قد صوتت ذات مرة من أجل الاستقلال، في عام 2014، حيث كانت نتيجة الاستفتاء 55% مع البقاء في المملكة المتحدة، مشيرا إلى أن جونسون يرفض، كما فعلت ماي، الموافقة على استفتاء آخر، فيما قال عضو مطلع في حزب المحافظين إن استفتاء آخر لن يحصل ما دام المحافظون في الحكم.
ويبين الكتّأب أنه "عندما قام جيرمي كوربين بجولة في إسكتلندا في أوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، فإنه كان حريصا على التركيز على أجندته الاشتراكية، بالذات الإنفاق على الصحة وفرض الضرائب على الأثرياء، وقال إنه يمكن أن يكون هناك استفتاء آخر في إسكتلندا، لكن ليس في أول سنتين من حكومته، وتظهر آخر الاستطلاعات بأن نتيجة أي استفتاء سيكون الهامش فيها ضئيلا، لكن الحزب القومي الإسكتلندي، الذي أدار الحكم الذاتي المحدود في إسكتلندا على مدى 12 عاما، واثق من أنه سيفوز في كثير من الواحد وعشرين دائرة التي خسرها لأحزاب منافسة في انتخابات 2017، عندما انتهى الأمر بالمحافظين أن يحتاجوا تحقيق مكاسب في إسكتلندا للحفاظ على السلطة، واستقالت زعيمة المحافظين في إسكتلندا بعد أن تسلم جونسون رئاسة الوزراء وهو ما أضعف الحزب هناك".
ويؤكد الكتّاب أن "وحدة المملكة المتحدة تشغل الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو أكبر حزب مؤيد لبريطانيا في إيرلندا الشمالية، (فعندما حصلت الجمهورية ذات الأغلبية الكاثوليكية على الاستقلال عام 1922، بقي الشمال الذي هو بروتستانتي بشكل رئيسي في المملكة المتحدة)، وقبل أن يعود جونسون من بروكسل بصفقة بريكسيت معدلة في تشرين الأول/ أكتوبر، اصطف أعضاء البرلمان من حزب الاتحاد الديمقراطي مع حزب المحافظين لمنحهم أكثرية، لكنهم انقلبوا بسبب اتفاقية جونسون التي تتعامل مع أيرلندا الشمالية بشكل مغاير لتعاملها مع بقية المملكة المتحدة بعد بريكسيت، وهو ما يمكن أن يضعف علاقتها ببقية المملكة المتحدة، وهذا قد يدفع باتجاه (استفتاء على الحدود)، أو على توحيد جزيرة إيرلندا".
ويورد الموقع نقلا عن حنا، قولها في مقهى حيث يمكن رؤية الأعلام البريطانية ترفرف على البنايات: "هناك تغير، فقد بدأ الناس مناقشة هذا الاحتمال بطريقة لم تكن موجودة قبل استفتاء بريكسيت".
ويعلق الكتّاب قائلين إنه "مع أن حنا تقول إن الوقت ليس مناسبا بعد للاستفتاء حول وحدة إيرلندا بسبب الوضع السياسي المحموم بشأن بريكسيت، فإن الانتخابات العامة القادمة قد تشكل المحفز لذلك إن كسب القوميون (الإيرلنديون) ما يكفي من المقاعد، وإن انتهى الأمر بحسابات البرلمان في ويستمنستر بأن يوافق على استفتاء إسكتلندي آخر فإن الأصوات المنادية باستفتاء في إيرلندا سترتفع".
وينقل الموقع عن المستشار السابق لرئيسة الحزب الاتحادي الديمقراطي آرلين فوستر، ريتشارد بوليك، قوله: "كل انتخاب في إيرلندا الشمالية هو عبارة عن استفتاء صغير حول الوحدة.. لكن يجب علينا أيضا أن نكون حذرين من التفسير المبالغ فيه للنتائج".
ويختم الكتّاب مقالهم بالقول: "إن خسر الحزب الاتحادي الديمقراطي مقعدين لصالح الأحزاب القومية (في إيرلندا الشمالية)، فإن ذلك سيكون واضحا بما فيه الكفاية، أضف إلى ذلك فوزا مؤكدا للحزب القومي الإسكتلندي، الذي تشير الاستطلاعات إلى أنه ممكن، فإن شكل المملكة المتحدة سيبدو متزعزعا على الأقل".
عربي21
COMMENTS