كشف تحقيق أجرته صحيفة "ذا تايمز"، اليوم الاثنين، أنّ المدارس الخاصة في بريطانيا تكسب مئات الآلاف من الجنيهات، من أطفال ومراهقين فيتناميين ممّن يدخلون البلاد بتأشيرات طلاب، لكن سرعان ما يختفون عن الأنظار.
ويدفع الطلاب عادةً رسوم الفصل الدراسي، ثم يختفون في غضون أسابيع أو أشهر من بدء الدراسة، ما يعرضهم للاستغلال، خصوصا في محلات التجميل والمزارع والدعارة.
ووفقاً للتحقيق، فإنّ 21 طفلاً فيتناميًا على الأقل اختفوا من المدارس الداخلية والكليات الخاصة، في جميع أنحاء بريطانيا خلال السنوات الأربع الماضية. ومعظمهم من الفتيات ممّن دخلن البلاد بعد حصولهنّ على ما يعرف باسم "تأشيرة المدارس الخاصة".
وتروي الصحيفة قصة اختفاء فتاة في السادسة عشرة من عمرها لمدة ثلاث سنوات، ليتبين بعدها أنّها والعديد من الفتيات الأخريات يعملن في محلات للتجميل في أنحاء مختلفة من بريطانيا.
من جهتها، أفادت جمعية "كل طفل محمي من الاتجار"، التي تعمل مع الضحايا من الأطفال، بزيادة في الإحالات من الجنسيات الفيتنامية، من 135 في عام 2012 إلى 704 في العام الماضي.
وتظهر بيانات لعام 2018 الجنسيات الخمس الأكثر تعرضا للاتجار بالأطفال في بريطانيا، التي تبدأ بالبريطانيين الذين يحتلون المرتبة الأولى تليهم الجنسيات، الفيتنامية، والألبانية والسودانية والإرترية.
ويبين تحقيق "ذا تايمز" أنّ ثمانية أطفال فيتناميين قد فقدوا من كلية تشلسي المستقلة التي تبلغ تكلفة الدراسة فيها 25 ألف جنيه إسترليني سنويًا. ووفق أحد الموظفين السابقين في الكلية، هربت فتاة في الليل. ويقال إن حالات الاختفاء، تسببت في نشر الذعر بين الموظفين الذين يخشون من الفضيحة.
وفقد أربعة طلاب فيتناميين منذ عام 2016 من كلية كامبريدج للمعلمين (CTC) في كرويدون ، جنوبي لندن، ضمنهم فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا. وفي هذا الشان يقول ديفيد ويلسون، المدير السابق للكلية: "لقد دقّت أجراس الإنذار بشأن الاتجار بالبشر. وقد أصبح نوعا من الفضيحة".
واتبعت "ذا تايمز" مع جميع المدارس والكليات التي ذكرتها في التحقيق، البروتوكول وأبلغت الشرطة ووزارة الداخلية بحالات الاختفاء. وكان جميع المعنيين قد وصلوا إلى بريطانيا بتأشيرات أطفال من المستوى 4، ولا تتطلب اختبارًا في اللغة الإنكليزية. وفي عام 2017، حصل مواطنون فيتناميون على 220 تأشيرة أطفال من هذا المستوى.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق