بوريس جونسون يشارك بحملة الميلاد لدعم صندوق المشردين رئيس الوزراء يعلن عن رصد 260 مليون جنيه استرليني لدعم مشاريع لمساعدة المشرّدين ا...
بوريس جونسون يشارك بحملة الميلاد لدعم صندوق المشردين
رئيس الوزراء يعلن عن رصد 260 مليون جنيه استرليني لدعم مشاريع لمساعدة المشرّدين
انضمّ بوريس جونسون عشية عيد الميلاد، الثلاثاء المصادف 24 ديسمبر ( كانون الأول) الحالي، إلى الحملة الطموحة التي أطلقتها صحيفة "اندبندنت" لمعالجة التشرّد في لندن والتي تهدف إلى القضاء على النوم في العراء خلال أربعة أعوام.
وأعلن رئيس الوزراء عن رصد 260 مليون جنيه استرليني (336 مليون دولار) دعماً لمشاريع مكافحة ظاهرة التشرّد، وذلك خلال زيارةٍ له مع مالك الصحيفة إيفجيني ليبيديف إلى مأوى للمشرّدين النساء.
وقال جونسون "أحيّي اندبندنت لإطلاقها حملة بشأن التشرّد في لندن وأخصّ بالذكر عملهم الحيوي في دعم النساء المستضعفات في العاصمة".
ومن شأن تدفّق الأموال أن يساعد الجهات المعنية بتوفير الخدمات المحلية في إنقاذ آلاف الأشخاص الذين يُضطرّون للنوم في العراء. وسيذهب أكثر من نصف المبلغ الجديد، 134 مليون جنيه استرليني (173 مليون دولار) إلى أحياء لندن فيما سيُخصّص الجزء المتبقي لمناطق أخرى في البلاد عبر 300 سلطة محليّة.
ومن خلال التعهّد بمنح هذا المبلغ الضخم، يضع جونسون مسألة معالجة التشرّد في صلب برنامج عمل الحكومة الجديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وفي إطار زيارته إلى "مشروع ماريليبون"، وهو مركز للنساء المشرّدات يقع قرب إدجوير رود وسط العاصمة، قال رئيس الوزراء "من غير المنطقي أنّه في القرن الواحد والعشرين ما زال هنالك أشخاص مشرّدين أو مجبرين على النوم على طرقاتنا".
من جهته، أشاد ليبيديف بدعم جونسون لجهود الصحيفة مؤكداً "أنّه أمر رائع أن تنضمّ الحكومة إلى حملتنا لمكافحة التشرّد. سنعمل معاً الآن على إنهاء مأساة النوم في العراء في شوراع لندن. يشاطرنا بوريس بوضوح طموحنا وسعينا. أؤمن ايماناً راسخاً أننا نستطيع إنجاز ذلك معاً."
وشكّل إعلان جونسون دعماً كبيراً لأكثر الحملات طموحاً في تاريخ صحيفة "اندبندنت" والتي تهدف إلى القضاء على ظاهرة النوم في العراء في العاصمة وذلك من خلال دعم وإلهام المشاريع الصغيرة والكبيرة بما فيها تلك التي تقودها الجمعيات الخيرية والحكومة على حدّ سواء.
ويمكن الإعلان اليوم عن تبرّعين كبيرين لصندوق المشرّدين الذي تدعمه الصحيفة.
فقد قدّمت مجموعة لويدز المصرفية 50 ألف جنيه استرليني (64 ألف دولار) فيما تعهّدت فينسبوري، وهي إحدى أكبر وكالات الاتصالات العالمية التي تمثّل ربع سوق مؤشرات أسهم FTSE 100 بمنح مبلغ 20 ألف جنيه استرليني (25 ألف دولار).
تجدر الإشارة إلى أنّ هذين المبلغين سيساعدان 23 جمعية خيرية رئيسية معنية بمكافحة التشرّد في العاصمة والتي تعمل بشكلٍ وثيق مع "اندبندنت".
وفي هذا السياق، اعتبر رولاند رود رئيس مجلس إدارة فينسبوري "أنّ التشرّد والنوم في العراء آفة يعاني منها المجتمع وهي غير مقبولة في بلدٍ متطوّر. يتوجّب علينا كأمّة أن نبذل قصارى جهدنا لاستئصالها ولهذا نشعر بالسعادة لمشاركتنا في حملة اندبندنت التي تساهم في بلوغ ذلك الهدف.. ولكن أكثر من ذلك، نودّ الانضمام إلى هذه الحملة كمشاركٍين نشيطين ولن نتوقّف حتى ننجح في مسعانا لمساعدة الأشخاص على إيجاد منازل آمنة ودافئة ليتمكّنوا من إعادة بناء حياتهم".
وستساعد الأموال "مشروع ماريليبون" على توسيع خدمات مراكز الاستقبال النهاريّة من أربع ساعاتٍ يومياً إلى 24 ساعة مما سيؤدي إلى تحسين مستوى مساعدة النساء.
وأمضى جونسون قرابة الساعة في المركز التقى خلالها نساء أُجبرن على النوم في الشوارع وناقش معهنّ أفضل الطرق لمعالجة مشكلة التشرّد.
وأخبرت ميسيريت، المتحدّرة من أثيوبيا، رئيس الوزراء كيف أنّها اُضطرت إلى قضاء ليالي الشتاء داخل الحافلة الليلية رقم 59 وقالت "كنت أمضي ليلة بكاملها أنام في الحافلة في البرد القارس.. عندما أتيت إلى هنا، شكّل هذا المركز مساعدةً كبيرةً لي. أنا اليوم عاملة بدوام جزئي وأتعلّم مهارات جديدة."
أمّا أغاتا، وهي مقيمة أخرى في المركز وكانت تنام على شرفة قرب إحدى الحانات في كوفنت غاردن، فقالت بأنّ النوم في العراء أمر قاسٍ بالنسبة لأيّ امرأة وأضافت "تشعر دائماً بالضعف عندما تُقفل الحانات ويتوجّه الثمالى إلى منازلهم".
وشكرت جونسون لأنه طلب عندما كان يشغل منصب عمدة لندن إزالة "الأسلاك الشائكة" الموضوعة خارج إحدى المنشآت العقارية في ساوثوارك لإبقاء المشردين ممن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعيداً عنها.
وتذكّر رئيس الوزراء تلك الحادثة جيداً وقال إنّها "كانت مروّعة. كانت الأسلاك تُستخدم لإبعاد طيور الحمام ولكن في تلك الحالة كان الغرض منها منع الأشخاص من الاقتراب. اعتقدت أنّه خطأ جسيم."
وناقش جونسون مع النساء أفكاره الخاصة بكيفية القضاء على ظاهرة النوم في العراء راجياً منهن أن يزودوه آراءهنّ حول المسألة. وتشتمل الخطط المطروحة نموذجاً شبيهاً بجواز سفر لودائع الإيجار، مما سيمكّن الأشخاص الذين يحتاجون إلى تغيير عنوان سكنهم على عجل، وغالباً ما يكون هؤلاء من نساء معرّضات للخطر، أن يفعلوا ذلك من دون أن يصبحوا في العراء.
وشدّد رئيس الوزراء بأنّه يودّ إرغام الهيئات العامة كوزارة الدفاع والخدمة الصحية الوطنية على التخلي عن بعض ما لديها من قطع الأرض الاحتياطية العامة. وأردف قائلاً "كنت أتحدّث مع ايفجيني في هذا الموضوع. سنأخذ بعض تلك الأراضي التي تملكها الدولة وسنجعلها مناسبة للإسكان."
ولكن حذّر رئيس الوزراء أنّ البناء ليس سوى جزء من الحلّ "إذ لا يتعلّق الأمر ببناء ما يكفي من المنازل وحسب، بل علينا الإقرار دائماً بأنّ الأشخاص الذين يصبحون مشرّدين يعانون من مشاكل معقّدة كثيرة".
وبعد ذلك، طغت الأجواء الاحتفاليّة على الزيارة إذ قام رئيس الوزراء وليبيديف بجولة في المركز النهاري ومطعمه المزدحم. وارتدى الرجلان مآزر الطباخين وقبعاتهم، وبدآ العمل في المطبخ فاشتغل جونسون على إعداد قالب عجينة البسكويت فيما رشّ ليبيديف السكّر على كعكات الزنجبيل.
وخلال وجوده في المطبخ للمساعدة في المهام المطلوبة، تعلّم جونسون على يدي أنيتا أوليج، 18 عاماً، التي بدأت العمل التطوّعي في المركز خلال السنة المخصصة للاستراحة من الدراسة الجامعية. وقالت له "لا يهمّ إن لم تكن كلّها متساوية من حيث الحجم. كلّ ما يهمّ هو طعمها." وفور امتلاء الصينية، أعلن رئيس الوزراء بصوتٍ عالٍ "إنّها جاهزة لدخول الفرن!" وهي إحدى الشعارات التي أطلقها في حملته الانتخابية حول مدى قابلية تنفيذ اتفاق بريكست الذي أعدّه.
وفي معرض تذكّره ليلة قضاها هو وجونسون في العراء في لندن في إحدى أمسيات يناير (كانون الثاني) القارسة قبل أربع أعوام بهدف نشر الوعي حول المشرّدين النائمين في العراء، قال ليبيديف على سبيل النكتة "لم يغمض لي جفن في تلك الليلة لأنّ أحدهم كان يشخر".
وعندها أجاب رئيس الوزراء ممازحاً "لقد نمت قرير العين". في الواقع، تذكر جونسون، في مقابلة صحافية أجراها في وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي، كم بدت تلك الليلة بطيئة وكم كانت باردة.
وفي قاعة الاستقبال المزدحمة، التقى جونسون بالمزيد من المقيمات في المركز والزائرات النهاريات وسألهن بشأن تجاربهن.
وأخبرته السورية نعمه، 27 عاماً، وهي أمّ لولدين من دمشق كيف أتت إلى المملكة المتحدة بمفردها منذ عام بعدما قاست من العنف المنزلي. واضطُرّت للنوم في الشوارع لأربعة أشهر من دون تلقّي مساعدة، ولكنّها الآن كمقيمة في "مشروع ماريليبون" بدأت تتعلّم الانجليزية وتأمل في استئناف دراستها لنيل إجازة في الحقوق.
والأهمّ من ذلك، اخبرته بأنّها تتطلّع قدماً إلى الاجتماع مجدداً بابنتيها آية، 12 عاماً، ودعاء، 9 أعوام. واستمع جونسون إلى قصّتها وطمأنها "لغتك الانجليزية سليمة تماماً".
وسألت إحدى النساء رئيس الوزراء عمّا إذا كان يدعم حملة اندبندنت، فوعدها قائلاً "أنا أدعم اندبندنت بالكامل. إنّهم يقومون بعملٍ رائع هنا وفي أماكن أخرى. لقد قاد ايفجيني حملاتٍ بشأن التشرّد طوال سنوات." وأضاف وهو يجول بنظره في أرجاء القاعة "إنّه مكان رائع بالفعل".
تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة تستشمر حالياً 1,2 مليار جنيه استرليني (1,5 مليار دولار) لمعالجة مشكلة التشرّد. وقدمت خلال العام الماضي قانون الحدّ من التشرّد لضمان حصول الأشخاص المعرّضين للتشرّد على المساعدة بشكلٍ أسرع.
وفي هذا الإطار، قال جونسون بأنّ "هذا التمويل الجديد سيساعد المجالس البلدية على تقديم دعم أفضل للمشرّدين والأهمّ من ذلك الحؤول دون تشرّد هؤلاء في الأساس. ولكن يتعيّن علينا بذل المزيد من الجهود، ونحن ملتزمون بتوسيع برامج مكافحة النوم في العراء والتشرّد."
وأكّد رئيس الوزراء بأنّ "صندوق الطقس البارد" سيتلقّى دعماً بقيمة 3 ملايين جنيه استرليني (3,8 مليون دولار) إضافية ممّا سيرفع مجموع المساعدات الاجمالية الرامية إلى تحسين الدعم المتوفّر للمشرّدين النائمين في العراء خلال فصل الشتاء إلى 13 مليون جنيه استرليني (16,8 مليون دولار).
يُذكر أنّه خلال شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، كشفت الحكومة عن خطّتها التي أطلقت عليها إسم "استراتيجية النوم في العراء" بموازنة قدرها بمئة مليون جنيه استرليني (129 مليون دولار) وذلك لاتخاذ الخطوات اللازمة لحلّ المسألة بشكلٍ نهائي.
الاندبندت
رئيس الوزراء يعلن عن رصد 260 مليون جنيه استرليني لدعم مشاريع لمساعدة المشرّدين
انضمّ بوريس جونسون عشية عيد الميلاد، الثلاثاء المصادف 24 ديسمبر ( كانون الأول) الحالي، إلى الحملة الطموحة التي أطلقتها صحيفة "اندبندنت" لمعالجة التشرّد في لندن والتي تهدف إلى القضاء على النوم في العراء خلال أربعة أعوام.
وأعلن رئيس الوزراء عن رصد 260 مليون جنيه استرليني (336 مليون دولار) دعماً لمشاريع مكافحة ظاهرة التشرّد، وذلك خلال زيارةٍ له مع مالك الصحيفة إيفجيني ليبيديف إلى مأوى للمشرّدين النساء.
وقال جونسون "أحيّي اندبندنت لإطلاقها حملة بشأن التشرّد في لندن وأخصّ بالذكر عملهم الحيوي في دعم النساء المستضعفات في العاصمة".
ومن شأن تدفّق الأموال أن يساعد الجهات المعنية بتوفير الخدمات المحلية في إنقاذ آلاف الأشخاص الذين يُضطرّون للنوم في العراء. وسيذهب أكثر من نصف المبلغ الجديد، 134 مليون جنيه استرليني (173 مليون دولار) إلى أحياء لندن فيما سيُخصّص الجزء المتبقي لمناطق أخرى في البلاد عبر 300 سلطة محليّة.
ومن خلال التعهّد بمنح هذا المبلغ الضخم، يضع جونسون مسألة معالجة التشرّد في صلب برنامج عمل الحكومة الجديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وفي إطار زيارته إلى "مشروع ماريليبون"، وهو مركز للنساء المشرّدات يقع قرب إدجوير رود وسط العاصمة، قال رئيس الوزراء "من غير المنطقي أنّه في القرن الواحد والعشرين ما زال هنالك أشخاص مشرّدين أو مجبرين على النوم على طرقاتنا".
من جهته، أشاد ليبيديف بدعم جونسون لجهود الصحيفة مؤكداً "أنّه أمر رائع أن تنضمّ الحكومة إلى حملتنا لمكافحة التشرّد. سنعمل معاً الآن على إنهاء مأساة النوم في العراء في شوراع لندن. يشاطرنا بوريس بوضوح طموحنا وسعينا. أؤمن ايماناً راسخاً أننا نستطيع إنجاز ذلك معاً."
وشكّل إعلان جونسون دعماً كبيراً لأكثر الحملات طموحاً في تاريخ صحيفة "اندبندنت" والتي تهدف إلى القضاء على ظاهرة النوم في العراء في العاصمة وذلك من خلال دعم وإلهام المشاريع الصغيرة والكبيرة بما فيها تلك التي تقودها الجمعيات الخيرية والحكومة على حدّ سواء.
ويمكن الإعلان اليوم عن تبرّعين كبيرين لصندوق المشرّدين الذي تدعمه الصحيفة.
فقد قدّمت مجموعة لويدز المصرفية 50 ألف جنيه استرليني (64 ألف دولار) فيما تعهّدت فينسبوري، وهي إحدى أكبر وكالات الاتصالات العالمية التي تمثّل ربع سوق مؤشرات أسهم FTSE 100 بمنح مبلغ 20 ألف جنيه استرليني (25 ألف دولار).
تجدر الإشارة إلى أنّ هذين المبلغين سيساعدان 23 جمعية خيرية رئيسية معنية بمكافحة التشرّد في العاصمة والتي تعمل بشكلٍ وثيق مع "اندبندنت".
وفي هذا السياق، اعتبر رولاند رود رئيس مجلس إدارة فينسبوري "أنّ التشرّد والنوم في العراء آفة يعاني منها المجتمع وهي غير مقبولة في بلدٍ متطوّر. يتوجّب علينا كأمّة أن نبذل قصارى جهدنا لاستئصالها ولهذا نشعر بالسعادة لمشاركتنا في حملة اندبندنت التي تساهم في بلوغ ذلك الهدف.. ولكن أكثر من ذلك، نودّ الانضمام إلى هذه الحملة كمشاركٍين نشيطين ولن نتوقّف حتى ننجح في مسعانا لمساعدة الأشخاص على إيجاد منازل آمنة ودافئة ليتمكّنوا من إعادة بناء حياتهم".
وستساعد الأموال "مشروع ماريليبون" على توسيع خدمات مراكز الاستقبال النهاريّة من أربع ساعاتٍ يومياً إلى 24 ساعة مما سيؤدي إلى تحسين مستوى مساعدة النساء.
وأمضى جونسون قرابة الساعة في المركز التقى خلالها نساء أُجبرن على النوم في الشوارع وناقش معهنّ أفضل الطرق لمعالجة مشكلة التشرّد.
وأخبرت ميسيريت، المتحدّرة من أثيوبيا، رئيس الوزراء كيف أنّها اُضطرت إلى قضاء ليالي الشتاء داخل الحافلة الليلية رقم 59 وقالت "كنت أمضي ليلة بكاملها أنام في الحافلة في البرد القارس.. عندما أتيت إلى هنا، شكّل هذا المركز مساعدةً كبيرةً لي. أنا اليوم عاملة بدوام جزئي وأتعلّم مهارات جديدة."
أمّا أغاتا، وهي مقيمة أخرى في المركز وكانت تنام على شرفة قرب إحدى الحانات في كوفنت غاردن، فقالت بأنّ النوم في العراء أمر قاسٍ بالنسبة لأيّ امرأة وأضافت "تشعر دائماً بالضعف عندما تُقفل الحانات ويتوجّه الثمالى إلى منازلهم".
وشكرت جونسون لأنه طلب عندما كان يشغل منصب عمدة لندن إزالة "الأسلاك الشائكة" الموضوعة خارج إحدى المنشآت العقارية في ساوثوارك لإبقاء المشردين ممن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعيداً عنها.
وتذكّر رئيس الوزراء تلك الحادثة جيداً وقال إنّها "كانت مروّعة. كانت الأسلاك تُستخدم لإبعاد طيور الحمام ولكن في تلك الحالة كان الغرض منها منع الأشخاص من الاقتراب. اعتقدت أنّه خطأ جسيم."
وناقش جونسون مع النساء أفكاره الخاصة بكيفية القضاء على ظاهرة النوم في العراء راجياً منهن أن يزودوه آراءهنّ حول المسألة. وتشتمل الخطط المطروحة نموذجاً شبيهاً بجواز سفر لودائع الإيجار، مما سيمكّن الأشخاص الذين يحتاجون إلى تغيير عنوان سكنهم على عجل، وغالباً ما يكون هؤلاء من نساء معرّضات للخطر، أن يفعلوا ذلك من دون أن يصبحوا في العراء.
وشدّد رئيس الوزراء بأنّه يودّ إرغام الهيئات العامة كوزارة الدفاع والخدمة الصحية الوطنية على التخلي عن بعض ما لديها من قطع الأرض الاحتياطية العامة. وأردف قائلاً "كنت أتحدّث مع ايفجيني في هذا الموضوع. سنأخذ بعض تلك الأراضي التي تملكها الدولة وسنجعلها مناسبة للإسكان."
ولكن حذّر رئيس الوزراء أنّ البناء ليس سوى جزء من الحلّ "إذ لا يتعلّق الأمر ببناء ما يكفي من المنازل وحسب، بل علينا الإقرار دائماً بأنّ الأشخاص الذين يصبحون مشرّدين يعانون من مشاكل معقّدة كثيرة".
وبعد ذلك، طغت الأجواء الاحتفاليّة على الزيارة إذ قام رئيس الوزراء وليبيديف بجولة في المركز النهاري ومطعمه المزدحم. وارتدى الرجلان مآزر الطباخين وقبعاتهم، وبدآ العمل في المطبخ فاشتغل جونسون على إعداد قالب عجينة البسكويت فيما رشّ ليبيديف السكّر على كعكات الزنجبيل.
وخلال وجوده في المطبخ للمساعدة في المهام المطلوبة، تعلّم جونسون على يدي أنيتا أوليج، 18 عاماً، التي بدأت العمل التطوّعي في المركز خلال السنة المخصصة للاستراحة من الدراسة الجامعية. وقالت له "لا يهمّ إن لم تكن كلّها متساوية من حيث الحجم. كلّ ما يهمّ هو طعمها." وفور امتلاء الصينية، أعلن رئيس الوزراء بصوتٍ عالٍ "إنّها جاهزة لدخول الفرن!" وهي إحدى الشعارات التي أطلقها في حملته الانتخابية حول مدى قابلية تنفيذ اتفاق بريكست الذي أعدّه.
وفي معرض تذكّره ليلة قضاها هو وجونسون في العراء في لندن في إحدى أمسيات يناير (كانون الثاني) القارسة قبل أربع أعوام بهدف نشر الوعي حول المشرّدين النائمين في العراء، قال ليبيديف على سبيل النكتة "لم يغمض لي جفن في تلك الليلة لأنّ أحدهم كان يشخر".
وعندها أجاب رئيس الوزراء ممازحاً "لقد نمت قرير العين". في الواقع، تذكر جونسون، في مقابلة صحافية أجراها في وقتٍ سابقٍ من الشهر الحالي، كم بدت تلك الليلة بطيئة وكم كانت باردة.
وفي قاعة الاستقبال المزدحمة، التقى جونسون بالمزيد من المقيمات في المركز والزائرات النهاريات وسألهن بشأن تجاربهن.
وأخبرته السورية نعمه، 27 عاماً، وهي أمّ لولدين من دمشق كيف أتت إلى المملكة المتحدة بمفردها منذ عام بعدما قاست من العنف المنزلي. واضطُرّت للنوم في الشوارع لأربعة أشهر من دون تلقّي مساعدة، ولكنّها الآن كمقيمة في "مشروع ماريليبون" بدأت تتعلّم الانجليزية وتأمل في استئناف دراستها لنيل إجازة في الحقوق.
والأهمّ من ذلك، اخبرته بأنّها تتطلّع قدماً إلى الاجتماع مجدداً بابنتيها آية، 12 عاماً، ودعاء، 9 أعوام. واستمع جونسون إلى قصّتها وطمأنها "لغتك الانجليزية سليمة تماماً".
وسألت إحدى النساء رئيس الوزراء عمّا إذا كان يدعم حملة اندبندنت، فوعدها قائلاً "أنا أدعم اندبندنت بالكامل. إنّهم يقومون بعملٍ رائع هنا وفي أماكن أخرى. لقد قاد ايفجيني حملاتٍ بشأن التشرّد طوال سنوات." وأضاف وهو يجول بنظره في أرجاء القاعة "إنّه مكان رائع بالفعل".
تجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة تستشمر حالياً 1,2 مليار جنيه استرليني (1,5 مليار دولار) لمعالجة مشكلة التشرّد. وقدمت خلال العام الماضي قانون الحدّ من التشرّد لضمان حصول الأشخاص المعرّضين للتشرّد على المساعدة بشكلٍ أسرع.
وفي هذا الإطار، قال جونسون بأنّ "هذا التمويل الجديد سيساعد المجالس البلدية على تقديم دعم أفضل للمشرّدين والأهمّ من ذلك الحؤول دون تشرّد هؤلاء في الأساس. ولكن يتعيّن علينا بذل المزيد من الجهود، ونحن ملتزمون بتوسيع برامج مكافحة النوم في العراء والتشرّد."
وأكّد رئيس الوزراء بأنّ "صندوق الطقس البارد" سيتلقّى دعماً بقيمة 3 ملايين جنيه استرليني (3,8 مليون دولار) إضافية ممّا سيرفع مجموع المساعدات الاجمالية الرامية إلى تحسين الدعم المتوفّر للمشرّدين النائمين في العراء خلال فصل الشتاء إلى 13 مليون جنيه استرليني (16,8 مليون دولار).
يُذكر أنّه خلال شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، كشفت الحكومة عن خطّتها التي أطلقت عليها إسم "استراتيجية النوم في العراء" بموازنة قدرها بمئة مليون جنيه استرليني (129 مليون دولار) وذلك لاتخاذ الخطوات اللازمة لحلّ المسألة بشكلٍ نهائي.
الاندبندت
COMMENTS