أثار حادث الهجوم الإرهابي الذي وقع على جسر لندن، الجمعة والذي نفذه سجين داعشي سابق، الكثير من القلق في الأوساط الأمنية، خاصة وأن مئات الجناة المدانين في جميع أنحاء أوروبا من المقرر إطلاق سراحهم في السنوات المقبلة.
ومنفذ الاعتداء يدعى عثمان خان، 28 عاما، سبق وأدين بتهم تتعلق بالإرهاب بعد أن استمعت أجهزة الأمن البريطانية لتسجيلات صوتية له وهو يناقش كيفية استخدام "دليل إرشادات" من تنظيم القاعدة لتصنيع قنبلة، والتي تزامنت مع معلومات استخباراتية حول التخطيط لمهاجمة بورصة لندن، ما دفع الشرطة لاعتقاله في ديسمبر 2010.
ويتبادل سياسيون بريطانيون الاتهامات على خلفية الهجوم الذي حصل، خاصة مع قدوم الانتخابات.
ويتنامى القلق خاصة مع جهود حثيثة لإعادة الإرهابيين إلى أوطانهم.
من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن المدانين بجرائم إرهابية يجب ألا يُسمح لهم بالخروج من السجن مبكرا، وذلك بعد الكشف عن أن منفذ هجوم جسر لندن أُفرج عنه من السجن العام الماضي قبل انتهاء مدة عقوبته.
وقال جونسون السبت: "أعتقد أن إجراء الإفراج المبكر والتلقائي حيث تُخفض فترة العقوبة للنصف وتتيح لمجرمين خطرين يتسمون بالعنف الخروج مبكرا (من السجن) هو ببساطة أمر عديم النفع. ولديكم بكل أسف دليل قوي للغاية على ذلك بالنسبة لتلك الحالة".
قال تقرير نشرته شبكة CNN إنها حصلت على خطاب كان قد كتبه خان في السجن عام 2012 يطالب فيها بالحصول على تدريب للتأهيل للتخلص من التطرف.
وقال المحامي: "لم أشعر أنه كان يفهم بعمق الأيديولوجية المتطرفة التي كان يتبعها".
وفي الخطاب قال خان: "أنا أدرك الآن بعد قضائي فترة من الوقت أفكر فيما قمت بفعله، أنه لم يكن مطابقا للإسلام ولا تعاليمه"، واصفا ما قام به بأنه "جريمة إرهابية".
لكن خان نفسه عندما أقدم على عملية الطعن الجمعة الماضي، كان قد خرج لتوه من محاضرة حول إعادة تأهيل السجناء تحت عنوان "التعلم معا"، وهي جزء من مشروع لأكاديميين في معهد علم الجريمة بجامعة كامبريدج، وهو ما دعا إلى التساؤل حول مدى جدوى هذه البرامج.
وتعتقد السلطات أن خان توجه للتطرف بعد تأثره بدعاية القاعدة عبر الإنترنت، وأنه كان متأثرا بالمتشدد أنور العولقي، الذي كان قائد العمليات الخارجية للقاعدة، وقتل في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار نفذتها وكالة الاستخبارات الأميركية في 2011.
وكان خان عضوا في مجموعة متشددة تعيش في مدينة ستوك البريطانية، كانت على علاقة وثيقة بمتشددين آخرين في لندن وكارديف.
وكانت الجماعة المتشددة في ستوك تخطط أيضا لشراء معسكر قريب من مسجد في كشمير من أجل تدريب المتشددين الإرهابيين، وكان خان يعتزم السفر ليتدرب على استخدام الأسلحة النارية والقيام بهجمات في كشمير.
وفي 2013 ألغت محكمة الحكم الأول وفرضت عليه السجن لمدة 16 عاما، على أن يتاح له إطلاق السراح المشروط بعد قضائه نصف المدة، ولكن يبقى على مجلس الإفراج المشروط الحكم فيما إذا كان المدانون آمنين أم لا.
ولكن المجلس أكد أنه لم يتخذ أي قرار بالإفراج عن خان، بل تم إطلاق سراحه تلقائيا دون العودة للجنة.
السجون.. مفرخة للتطرف
في العديد من الحالات في كافة أنحاء أوروبا، كان قضاء فترة من الوقت في سجون مكتظة وينقصها التمويل الكافي، كفيلا بصناعة متطرفين جدد. واحد على الأقل من مهاجمي تشارلي إيبدو تطرف في سجن فرنسا.
وحذر تقرير صادر عن حكومة المملكة المتحدة في عام 2016 من أن التطرف "يمثل مشكلة متنامية داخل السجون، وأن هناك حاجة لاستراتيجية مركزية وشاملة ومنسقة لرصدها ومكافحتها".
وفي فرنسا، في وقت سابق من العام الحالي، كان مقاتل عائد من الخارج واحدا من بين ثلاثة متهمين بالتخطيط لقتل مسؤولي السجن.
ومنذ منتصف عام 2018 وحتى الآن،أفرجت السجون الفرنسية عن 50 شخصا أدينوا بارتكاب جرائم إرهابية بالإضافة إلى 450 شخصا آخرين يعتبرون متطرفين، بحسب مارك هيكر من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.
وفقا للاتحاد الأوروبي، عاد حوالي 1600 متشدد من الخارج، حكم على كثير منهم بالسجن، فأصبحت السجون متضخمة بالمتطرفين.
ويخلص تقرير مجموعة الأبحاث إلى أن العديد ممن سمح لهم بالعودة إلى المجتمع سوف يديرون ظهورهم للإرهاب، لكن البعض قد يشعرون بالصدمة تجاه ما مروا به من تجارب، وسيصبحون جزءا من شبكات جديدة.
COMMENTS