كشفت دراسة مهمة أن واحدا من كل أربعة مرضى بالسرطان في بريطانيا يعانون من تأخر في التشخيص، مما قد يكلفهم حياتهم. وفي تقرير نشرته صحيفة ...
كشفت دراسة مهمة أن واحدا من كل أربعة مرضى بالسرطان في بريطانيا يعانون من تأخر في التشخيص، مما قد يكلفهم حياتهم.
وفي تقرير نشرته صحيفة تلغراف البريطانية، قالت الكاتبة لورا دونيلي إن بحثاً من قبل معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة وجد أن الانتظار لفترة طويلة لإجراء الاختبارات والحصول على النتائج بعد مقابلة طبيب عام، يعد العامل الرئيسي.
وحذر الخبراء من أن نصف المرضى الذين عانوا من تأخير كان من الممكن تفاديه، انتهى بهم المطاف إلى الانتظار لمدة شهرين على الأقل أكثر من الذين حصلوا على تشخيص فوري.
وأوضحت الكاتبة أن المنظمة الخيرية أوردت أن الأطباء العامين كانوا يزاولون نشاطهم تحت الضغط وسط أزمة التوظيف في الفحوص الطبية، مما جعل العديد من المرضى ينتظرون عدة أشهر قبل أن يتمكنوا من بدء العلاج.
وفي هذا الصدد، نظر بحث معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إلى حالة 14,300 مريضا في إنجلترا شخصت إصابتهم بالسرطان خلال سنة واحدة، ووجد البحث أن حوالي 3400 مريضا واجهوا تأخيرا في التشخيص كان من الممكن تفاديه، حيث انتظر نصف هؤلاء المرضى لمدة شهرين تقريبا لتشخيص المرض مقارنة بالذين لم يكن لديهم تأخير يمكن تفاديه.
في سياق متصل، وعدت الحكومة البريطانية مرضى السرطان بالتشخيص أو بالتوضيح في غضون شهر واحد بحلول أبريل/نيسان 2020. في المقابل، لم تتحقق الأهداف القائمة لبدء العلاج في غضون شهرين منذ أكثر من خمسة أعوام.
أسباب تأخر التشخيص
دعت مديرة التشخيص المبكر في معهد أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة سارة هيوم، الحكومة المقبلة إلى تعزيز القوى العاملة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية على نحو مستعجل.
وأوضحت أنه في الوقت الذي يبذل فيه الأطباء والممرضون والممرضات في هيئة الخدمات الصحية الوطنية كل ما بوسعهم لمقابلة المرضى في أقرب وقت، تواجه الهيئة أزمة متعلقة بعدد الموظفين، إذ لا يوجد عدد كاف من الموظفين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية لقراءة الفحوص أو الإبلاغ عن الاختبارات بسرعة.
في الوقت نفسه، صرح الطبيب العام تابع للمعهد ريتشارد روب، أن الأطباء العامين يعملون بجد عبر المملكة المتحدة للتأكد من تشخيص المرضى بسرعة عن طريق إحالة المزيد من الأشخاص في وقت مبكر لإجراء الاختبارات.
ولكن نرى مرضى يعانون من مجموعة متنوعة من الأعراض التي غالبا ما تكون غير محددة، ويكون من الصعب تحديد موعد تشخيص السرطان، لذلك أن تكون طبيبا عاما يعني أن تعمل تحت الضغط مع محدودية الوصول إلى خدمات التشخيص، وفي بعض الأحيان، نعيد التفكير ونعتقد أنه كان بإمكاننا القيام بالأمور بطريقة مختلفة، كما يقول روب.
وذكرت الكاتبة أن دراسة المرضى الذين شخصوا في عام 2014 وجدت أن 13% من حالات التأخير التي يمكن تفاديها حدثت قبل أن يرى المريض طبيبه العام، بينما كان الطبيب العام يقيم حالة 49% منهم، أما 38% فشخصوا بعد نقلهم إلى المستشفى.
وبشكل عام، كانت حالات الانتظار الطويلة لإجراء الاختبارات مسؤولة عن ربع كل التأخيرات التي كان من الممكن تفاديها في العمليات الجراحية والمستشفيات.
تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 363 ألف شخص يشخَّصون بالسرطان كل عام في المملكة المتحدة، وتشير التوقعات إلى أن هذه النسبة سترتفع إلى أكثر من 500 ألف بحلول عام 2035.
ضرورة الموازنة بين الحالات
ومن جانبها، حثت المنظمة الخيرية المرضى الذين يعانون من أعراض أو تغيرات مستمرة -مثل فقدان الوزن أو النزيف أو الألم أو ظهور كتلة جديدة- على تحديد موعد لمقابلة طبيبهم العام.
في السياق نفسه، صرح متحدث باسم هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأن هذا التقرير يستند إلى بيانات تعود إلى عام 2014، وهي لا تعكس تحسينات ملحوظة في الرعاية والعلاج، بالإضافة إلى ذلك أجرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية 2.2 مليون فحص العام الماضي، وأظهرت الأبحاث التي صدرت الأسبوع الماضي أن سجلّ الناجين من السرطان حقق ارتفاعا قياسيا.
من جهة أخرى، قال رئيس الكلية الملكية للأطباء العامين مارتن مارشال إن حوالي أربعا من كل خمس حالات لمرض السرطان يحالون لإجراء اختبارات بعد أكثر من استشارتين.
وأضاف أنه يتعين على الأطباء الموازنة بين خطر عدم إحالة المريض للتشخيص وبين إحالته بعد فوات الأوان، إذ يمكن للحالة الأولى أن تسبب قلقا لا داعي له للمرضى فضلا عن إثقال كاهل الدوائر المتخصصة.
ونبّه مارشال إلى أن الكلية ما فتئت تدعو منذ سنوات عديدة إلى أن يكون لدى الأطباء العامين سبل أفضل للوصول إلى الاختبارات التشخيصية في المجتمع، والتدريب المناسب لاستخدامها، حتى تكون قراراتنا المتعلقة بالإحالة مدروسة، وبالتالي تخفيف الضغوط في أماكن أخرى من الدائرة الصحية.
اعلان
فضلا عن ذلك، ستعين حكومة الأغلبية المحافظة ستة آلاف طبيب و50 ألف ممرض إضافيين، إلى جانب خلق 50 مليون تعيين طبي عام إضافي في السنة، لضمان حصول الجميع على الرعاية والعلاج الذي يحتاجونه.
وكالات
COMMENTS