في الخطاب الذي وجهه الرئيس دونالد ترامب للأمة مساء أمس الأربعاء، أعلن أن الولايات المتحدة تفرض حظرا لمدة شهر على الرحلات القادمة من جميع...
في الخطاب الذي وجهه الرئيس دونالد ترامب للأمة مساء أمس الأربعاء، أعلن أن الولايات المتحدة تفرض حظرا لمدة شهر على الرحلات القادمة من جميع الدول الأوروبية، وذلك بحلول منتصف ليل الثالث عشر من آذار/مارس.
الهدف من ذلك؟ مواجهة انتشار فيروس كورونا واتخاذ التدابير اللازمة كما قال ترامب.
الرئيس الأمريكي أضاف أن القيود لن تشمل المملكة المتحدة وسيتم تعديلها رهناً بالظروف على الأرض. كما أنها لا تنطبق على المقيمين الأميركيين أوالسفر من بريطانيا لمعظم أفراد عائلة المواطنين الأميركيين المباشرين.
الرئيس ترامب ألقى باللوم على دول الاتحاد الأوروبي لعدم التصرف بسرعة كافية للتصدي لـفيروس كورونا. وقال ترامب إنه "استثنى بريطانيا من حظر السفر لأن الحكومة البريطانية تتخذ إجراءات جيدة بشأن فيروس كورونا" على حد قوله.
في مقابلة له هاتفية مع يورونيوز اعتبر الباحث في الشؤون السياسية زيد العيسى والمقيم بالعاصمة البريطانية لندن، أن الرئيس ترامب يبدي كرهاً شديداً لأوروبا وتبدو بريطانيا بالنسبة إليه مختلفة اختلافاً كبيراً عن باقي دول الاتحاد الأوروبي حين يتعلق الأمر بتطبيقها لإجراءات السلامة التي قامت باتباعها لمجابهة كورونا.
ويرى العيسى أنّ "قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينطلق من نظرة معادية للاتحاد الأوروبي، ترامب يعتبر دول الاتحاد منافسا تجاريا خطيرا يهدد بلاده،أما حظر السفر فيشمل منطقة شنغن، وهي المنطقة التي يتحرك ضمنها مواطنو دول الاتحاد الاوروبي بحرية ودون قيود ودون الحاجة إلى تأشيرة أما بريطانيا فهي خاضعة لإجراءت أكثر صرامة حين يتعلق الأمر بمنافذ الدخول حيث تعمل على التدقيق في وثائق الوافدين إليها تدقيقا مميزا والأمر نفسه ينسحب على إيرلندا".
حظر أميركي على منطقة شنغن
امتد حظر ترامب إلى دول في ما يعرف باسم "منطقة شنغن" ، وهي منطقة تضم معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى النرويج وأيسلندا وسويسرا ولا تشمل منطقة شنغن المملكة المتحدة ولا إيرلندا.
حرية التنقل تقف عند الحدود البريطانية
من المفترض أن يسمح للمسافرين بعبور الحدود الوطنية بين دول أعضاء شنغن دون فحص جوازات سفرهم أو بطاقات هويتهم.
يتطلب هذا الكثير من الثقة بين البلدان لأنه بمجرد دخول شخص ما إلى اليونان فإن بإمكانه التحرك نحو ألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا أو المجر أو أي دولة عضو أخرى دون أن يحتاج إلى إعادة فحص وثائقه الثبوتية أو التحقق من هويته. في حين أن إيرلندا والمملكة المتحدة - قررتا عدم الانضمام إلى هذه المنطقة وهذا قد يكون أحد الأسباب التي تصحّ في خانة تبرير خيار ترامب.
غير أن الباحث في الشؤون السياسية زيد العيسى يرى أن "استثناء المملكة المتحدة من قرار ترامب، يعتبر في حد ذاته مكافأة لها بعد مغادرتها الاتحاد الأوروبي". ويضيف "ينبغي علينا تذكر التصريح الشهير لدونالد ترامب و الذي قال فيه إن أمام بريطانيا مستقبلا اقتصاديا زاهرا وواعدا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي".
ردّ أوروبي موحد؟
على الرغم من أن كثيراً من دول منطقة شنغن أبدت امتعاضا واستياء من قرار ترامب الخاص الأخير، لكن الإجراءات التي اتخذتها بلدان منطقة شنغن بشأن مواجهة كورونا سيجعل صعباً اعتماد آلية موحدة لكل الدول للرد على قرار ترامب بشكل موحد.
تركيا غير مشمولة بقرار ترامب
وزير الصحة التركي فخر الدين قوجه،أعلن مساء الثلاثاء، عن تسجيل أول إصابة بفيروس "كورونا الجديد" في البلاد، وأنه تم وضعه قيد الحجر الصحي.تركيا التي وجهت تحذيرا لمواطنيها من السفر للخارج ما لم تكن هناك ضرورة لذلك،لم يشملها قرار ترامب..الآنف الذكر
COMMENTS