وحتى الآن، وصل إلى بريطانيا أكثر من 17 ألف مهاجر غير شرعي منذ بداية هذا العام.
الاندبندنت - ا ب |
يستمر وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي بوتيرة أسرع، على الرغم من وعود حكومة حزب المحافظين بحل المشكلة، بخاصة مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست). وكان البريطانيون قد صوتوا لصالح "بريكست" في استفتاء عام 2016 على أساس شعارات أن الهجرة غير الشرعية ستتراجع.
وحين يصل هؤلاء المهاجرين، وتأخذهم السلطات من القوارب غير الشرعية أو من على الشاطئ، يتم وضعهم في مركز مؤقت لحين الانتهاء من الإجراءات.
كشفت وكالة الأنباء الرسمية البريطانية (بريس أسوشيشن) عن أنه في وقت ما، في شهر يوليو (تموز) الماضي أنفقت وزارة الداخلية البريطانية أكثر من 9 آلاف دولار (أكثر من 6 آلاف جنيه استرليني) على شراء بيتزا من محلات "دومينوز بيتزا" في مدينة دوفر الساحلية لإطعام أفواج لاجئين في مركز "تغ هافن" في دوفر.
كان ذلك، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" في شهر يوليو (تموز) الماضي، حين وصل إلى الشواطئ البريطانية المقابلة لفرنسا 3510 مهاجر بشكل غير قانوني من فرنسا.
وحتى الآن، وصل إلى بريطانيا أكثر من 17 ألف مهاجر غير شرعي منذ بداية هذا العام.
وهو رقم يزيد عن ضعف إجمالي المهاجرن غير الشرعيين الذين وصلوا إلى بريطانيا من فرنسا في العام الماضي 2020، حيث كان العدد 8410 للعام كله.
مئات البيتزا وأغطية رأس
وفي تفصيل إنفاق وزارة الداخلية خلال الأسابيع الأربعة من ذلك الشهر، صرفت 5390 دولاراً على شراء أغطية رأس للوقاية من الشمس للعاملين والمهاجرين في مركز "تغ هافن" لفحص اللاجئين غير الشرعيين. هذا غير مبلغ 9198 دولاراً (6757 جنيهاً استرلينياً) الذي أنفق على شراء البيتزا.
وكانت أكبر طلبية بيتزا من محلات "دومينوز بيتزا" بمبلغ 2483 دولاراً (1824 جنيهاً استرلينياً) حين وصل "عدد كبير من المهاجرين قضوا 12 ساعة في المركز، ويتوقع أن يقضوا 24 ساعة أخرى حتى الانتهاء من الإجراءات"، بحسب ما سجل في تفاصيل الطلب.
ونقلت الصحيفة عن ألب محمد، من منظمة "ميغريشن ووتش" البريطانية، قوله، "الوضع عند القنال (الإنجليزي بين بريطانيا وفرنسا)، وطريقة تعامل الحكومة معه يتراوح ما بين الفوضوي وغير المعقول هذا في الوقت الذي ترتفع فيه تكلفة الفوضى أكثر فأكثر". إلا أن متحدثاً باسم وزارة الداخلية قال، "نحن ملتزمون بممارسات أفضل قيمة لأموال دافعي الضرائب البريطانيين.
ونتأكد من أن كل أشكال الإنفاق تخضع للتدقيق لضمان أن كل جنيه من أموال دافعي الضرائب ينفق بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة".
يذكر أن هيئة رقابية أعدت تقريراً عن مركز "تغ هافن" العام الماضي شبهته فيه بأنه "موقع بناء تتكدس فيه المخلفات". وأضاف التقرير أن المهاجرين "غالباً ما يصلون مبللين ويقاسون البرد"، وأنهم يضطرون عادةً "لقضاء ساعات في العراء أو في حاويات مكدسة بالبشر".
وقال كبير مفتشي السجون في بريطانيا وقتها، بيتر كلارك، إنه "ليس لأن الأعداد غير مسبوقة أنها لم تكن متوقعة، أو أنه لم يكن متاحاً التخطيط لإمكانية حدوثها". وردت وزارة الداخلية وقتها بأنها "ملتزمة" بالمعايير المتبعة لضمان أن منشآتها "آدمية".
تهريب غير شرعي
وجاء الكشف عن الإنفاق ووضع المهاجرين غير الشرعيين في مركز التجميع المرقت في دوفر متزامناً مع صدور حكم بالسجن لمدة 10 سنوات على أحد مهربي المهاجرين غير الشرعيين عبر القنال إلى بريطانيا.
وصدر الحكم على نزار جابر محمد بعد أن ثبتت عليه تهمة تهجير مئات بشكل غير قانوني إلى بريطانيا. وكانت السلطات قد سجلت أحاديث له في بيته وهو يرتب مع عصابات في أوروبا لتهريب البشر عبر البحر. وتم القبض عليه وهو يتفق على صفقة لتهريب 21 مهاجراً غير شرعي في عام 2019.
COMMENTS