سوناك وزوجته خلال مشاركتهما في حفل إطلاق الصندوق البريطاني - الآسيوي بالمتحف البريطاني في لندن، في 9 فبراير 2022 (رويترز) كشفت صحيفة اندبند...
سوناك وزوجته خلال مشاركتهما في حفل إطلاق الصندوق البريطاني - الآسيوي بالمتحف البريطاني في لندن، في 9 فبراير 2022 (رويترز) |
كشفت صحيفة اندبندنت، الأربعاء 6 أبريل (نيسان) الحالي، عن أن أكشاتا مورتي، زوجة وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك، ربما ربحت الملايين من وضع إعفاء ضريبي على العائدات من الخارج، على مدى سنوات.
وظلت مارتي تتمتع بوضع "غير مقيم ضريبياً" حتى شهر أبريل من عام 2020 في الأقل، أي إلى ما بعد شهرين من تولي زوجها منصب وزير الخزانة الذي يخوّله فرض الضرائب على كل البريطانيين.
وتقدر ثروة أسرة أكشاتا مورتي بأكثر من 4.5 مليار دولار (3.5 مليار جنيه استرليني). ونقلت الصحيفة عن مصدرَين على علم بالموضوع أن هذا الوضع الضريبي يمكن أن يكون قد وفر لها الملايين من الدخل من استثمارات خارج بريطانيا. ولم يحدد المصدران المبلغ، لكنهما قالا للصحيفة إنه يمكن أن يكون بالملايين.
وبحسب الصحيفة، رفضت وزارة الخزانة البريطانية التعليق على الموضوع، ولم يرد الوزير سوناك على طلب الصحيفة تعليقاً منه على تقريرها الحصري قبل نشره.
ليست هناك مشكلة قانونية في وضع الإعفاء الضريبي "غير المقيم ضريبياً"، وهو يختلف عن وضع "غير المقيم". ويحق لغير المقيم ضريبياً، أي الذي يبلغ السلطات بأن عنوانه الدائم خارج بريطانيا كونه مولوداً خارج بريطانيا أو أقام لسنوات خارج بريطانيا، ألا يدفع أي ضرائب على عائدات أي دخل من خارج بريطانيا مثل أرباح الأسهم والاستثمارات الأخرى أو إيجار عقارات كما لا يدفع ضريبة ترِكات. مع ذلك يمكن لغير المقيم ضريبياً أن يعيش في بريطانيا طول أيام السنة.
أما المقيم في بريطانيا فيدفع ضريبة على الدخل من عائدات أرباح الأسهم والاستثمارات بنسبة تزيد على 38 في المئة، كما يدفع ضريبة تركات بنسبة 40 في المئة. ويلجأ كثر من البريطانيين للإبلاغ عن أنهم في وضع "غير مقيم ضريبياً" لتفادي دفع الضرائب.
وتملك أكشاتا مورتي، وهي ابنة الملياردير الهندي نارايانا مورتي، استثمارات في شركات عدة كما أنها مديرة شركة "كاتاماران فينشر" الاستثمارية المسجلة في بريطانيا باعتبارها "شركة عائلية" للاستثمار في رأس المال والأسهم، ومقرها في بنغالور ولندن.
ويرأس والدها فرعَي الشركة في الهند. ومن بين استثمارات أكشاتا مورتي، نصيب في شركة "إنفوسيس"، وهي شركة هندية أسسها والدها ومسجلة على مؤشر سوق نيويورك وتدر عائداً سنوياً بمليارات الدولارات.
وكانت شركة إنفوسيس مثار اهتمام إعلامي أخيراً بسبب استثماراتها في روسيا. وأعلنت الشركة أنها أغلقت أعمالها في روسيا بعد حرب أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن ريشي سوناك لم يوضح استثمارات زوجته في إعلان الذمة المالية لأعضاء البرلمان والحكومة. لكن سوناك رد على ذلك بالقول إنه "التزم بقواعد السلوك الوزاري حرفياً". وتنص مدونة السلوك الوزاري على أن يعلن مَن يتولى المنصب عن أي مصالح "يمكن أن تشكل احتمال تضارب المصالح"، وأن ذلك يشمل أيضاً "مصالح شريك/ة أو زوج/ة الوزير وأفراد العائلة المقربين".
لكن الصحيفة أكدت في تقريرها الحصري أن هذا لا يعني أن الوزير نفسه تفادى دفع أي ضرائب على دخله هو.
وتأتي المعلومات التي كشفت عنها "اندبندنت" في وقت تتراجع فيه شعبية وزير الخزانة بشدة بين البريطانيين، وسط اتهامات بفشل حكومته في وقف الارتفاع الهائل في تكاليف المعيشة. في الوقت الذي قضى فيه الوزير عطلة الأسبوع الماضي في منزل العائلة بولاية كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة الذي تبلغ قيمته أكثر من 6.5 مليون دولار (خمسة ملايين جنيه استرليني).
وفي الوقت الذي وصل فيه ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى في بريطانيا وبلغت معدلات التضخم أقصى مستوياتها، زاد ريشي سوناك الضرائب على البريطانيين إلى أعلى مستوى منذ أربعينيات القرن الماضي.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغف" أن أكثر من نصف البريطانيين لا يوافقون على وزير الخزانة ريشي سوناك، بينما قالت نسبة 28 في المئة فقط إنهم يقبلون به.
يُذكر أنه قبل أسابيع حين واجه رئيس الحكومة بوريس جونسون احتمال ترك منصبه بعد سلسلة من الفضائح، أحدثتها إقامة حفلات في مقر حكومة (10 داونينغ ستريت) في وقت الإغلاق بسبب وباء كورونا، كان سوناك في مقدمة المرشحين لخلافته، في تكهنات وسائل الإعلام والمعلقين السياسيين في بريطانيا.
COMMENTS