"ليوثريكس" أحمر المنقار في مزرعة لتغذية الطيور في هورننغشام في ويلتشير (اندبندنت/ فيل مومبي) - نشر في " اندبندنت " بتار...
"ليوثريكس" أحمر المنقار في مزرعة لتغذية الطيور في هورننغشام في ويلتشير (اندبندنت/ فيل مومبي) - نشر في "اندبندنت" بتاريخ 06 يونيو 2022 |
توصلت دراسة حديثة إلى أن طائراً مغرداً أصفر وأحمر اللون يتحدر من جبال الهيمالايا ربما يستوطن أجزاء من بريطانيا، ويغير صوت تغريد العصافير الذي يُسمع في البلاد عند الفجر، أو ما يسمى "جوقة الفجر".
وبحسب باحثين، فإن طائر "ليوثريكس leiothrix أو الـ"بُهدُل" صاحب المنقار الأحمر يعيش في جنوب شرقي آسيا، ضمن منطقة تمتد من جبال الهيمالايا عبر شمال الهند إلى ونيبال ومعظم الصين وميانمار وفيتنام، وتشمل غابات رطبة وأجمات كثيفة وأراضٍ مكسوة بالشجيرات.
وقد أفادت دراسة نُشِرَتْ الإثنين في دورية "آيبيس"Ibis (أبو منجل)، وتُسمّى "المجلة الدولية لعلوم الطيور"، أن طائراً معروفاً كان حبيس القفص، وانتشر في أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك أوروبا، بعد إطلاق سراحه أو هروبه من الأسر، ثم توطن في موائل جديدة.
في السابق، لم ينظر إلى الـ"بُهدُل" صاحب المنقار الأحمر، والكثير الزقزقة، على أنه ربما يصير الطائر المهيمن في بريطانيا، ولكن مشاهدات أخيرة له، من بينها ظهور سرب منه في جنوب إنجلترا، تشير إلى أن هذه الطيور ربما تستقر فعلاً هنا وتتكاثر في البلد.
واستطراداً، فلقد رصدت المجموعة الرئيسة من هذا الطائر حول الحدود بين مقاطعتي ويلتشير وسومرست، مع 10 مشاهدات مماثلة سُجّلَتْ بين فبراير (شباط) 2019 ومايو (أيار) 2021 على مساحة 22 ميلاً. كذلك سُجلت مشاهدات أخرى في منطقة جنوب ويلز ومقاطعتي ميرسيسايد وكِنت.
وقد ذكر باحثون عملوا تحت قيادة ريتشارد ك. بروتون، عالم في البيئة في "جامعة أكسفورد"، إن ظاهرة الاحترار العالمي وتغذية الطيور في الحدائق ربما تساعدان في استقرار الطيور في الأجزاء التي تتمتع بمناخ معتدل ضمن أوروبا، على غرار بريطانيا.
يُحتمل أنه بسبب فصول الشتاء التي يزداد مناخها اعتدالاً نتيجة تغير المناخ، فقد صار جنوب بريطانيا أكثر ملاءمة لهذ الطائر، وذلك منذ محاولة فاشلة في الجزء الأول من القرن العشرين لإدخال الـ"بُهدُل" الأحمر المنقار إلى البرية في جنوب إنجلترا. وذكرت الورقة البحثية إن وضع الطعام للطيور في منصات أو أطباق في الهواء الطلق من شأنه أن يساعدها أيضاً في الاستمرار على قيد الحياة خلال فصل الشتاء.
في بريطانيا، سبق أن عادت منصات طعام الطيور الموضوعة في الحدائق بالنفع على طيور "البراكيت الأخضر" (أو "ببغاء الدرة المطوقة") ring-necked parakeets الغازية، إذ ساعدتها في البقاء على قيد الحياة.
ولكن الاستقرار المحتمل لطيور "ليوثريكس" صاحبة المنقار الأحمر في بريطانيا، قد يترك عواقب سلبية على نباتات البلاد وحيواناتها الأصلية، إذ ستتنافس الطيور الدخيلة مع نظيرتها المحلية على الطعام، وفي مقدورها أن تنشر نباتات غريبة وأمراضاً معدية.
في هاواي، مثلاً، يفضل طيور "ليوثريكس" الأحمر المنقار تناول فواكه غير محلية، وفي النتيجة تساعد على نشر بذور هذه الفاكهة. كذلك يمكنها أن تحمل أيضاً فيروس "أنفلونزا الطيور"، ما يشكل خطراً على الدواجن.
كذلك ربما "تهيمن" طيور "ليوثريكس" الحمراء المنقار "في زقزقتها" على أصوات الطيور الأخرى. وفي شمال إيطاليا، يشكل تغريد الـ"ليوثريكس" أكثر من ثلث الأصوات الصادرة عن أسراب الطيور التي تعيش في تلك المنطقة.
في البرتغال وإيطاليا، أثر طائر الـ"بُهدُل" في سلوك الغناء لدى أنواع الطيور المحلية، من بينها "أبو الحناء"، وفق أولئك الباحثون.
وأضافوا أن "زقزقته المرتفعة الصوت والمتكررة يمكن أن تغير بشكل كبير المشهد الصوتي لجوقة الفجر في بريطانيا".
COMMENTS