وسائل تواصل - ترجمات السياق السياق - «لن يزدهر الاقتصاد البريطاني حتى فك الروابط مع الصين» ، تقرير نشرته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، كش...
وسائل تواصل - ترجمات السياق |
السياق - «لن يزدهر الاقتصاد البريطاني حتى فك الروابط مع الصين» ، تقرير نشرته صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، كشفت فيه المخاطر التي يتعرض لها اقتصاد لندن، بسبب الصين.
وقالت الصحيفة، إن السياسة البريطانية استيقظت على حقيقة أن الصين تشكل أحد أكبر التهديدات للأمن الاقتصادي الوطني.
التقرير الذي كتبه «توم توجندهات»، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، المؤسس المشارك لمجموعة الصين للأبحاث، أشار إلى أن الاستراتيجية البريطانية يجب أن ترتكز على تقليل الاعتماد على الصين، وتقوية الاقتصاد البريطاني للأوقات المضطربة.
وقال، إن بريطانيا قطعت شوطًا طويلًا في إدراك الخطر، والتهديد الكامن في حقيقة بسيطة، فبينما تنظر بريطانيا إلى الجغرافيا السياسية والأعمال، على أنهما منفصلان إلى حد كبير، فإن الحكومة الصينية تنظر إليهما على أنهما وجهان لعملة واحدة.
وأشار التقرير إلى أن قادة الصين لا يكفون عن استخدام كل ذراع من نفوذ البلد الآسيوي، لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، المتمثلة في إضعاف اقتصادات منافسيها وبناء الاعتماد على بكين، مؤكدًا أن مرشحي قيادة حزب المحافظين أدركا التهديد، الذي على المملكة المتحدة مواجهته والرد عليه.
تأثير مشوه
الاقتصاد الصيني الهائل، له تأثير صعب للغاية في بريطانيا، إضافة إلى أن شركاتها المدعومة حكوميًا تقوِّض التصنيع الغربي، بحسب المؤسس المشارك لمجموعة الصين للأبحاث، الذي قال إن الشركات المدعومة من بكين تسعى بنشاط إلى احتكار الأسواق العالمية، والاستغناء عن موردين بديلين لإنشاء علاقات تبعية.
الصحيفة البريطانية كشفت حجم توغل الصين في الداخل البريطاني، قائلة إن بكين أكبر شريك استيراد للمملكة المتحدة عام 2021، بينما يعتمد اقتصاد لندن -بشكل كبير- على هيمنة الصين التصنيعية.
وأشارت إلى أنه بينما تلك العلاقة هي إحدى سمات النموذج الاقتصادي للدولة الصينية، الذي يسعى إلى جعل الاقتصاد البريطاني تابعًا، فإن رؤية الصين الاقتصادية تدور حول السيطرة، ما يعني أن بريطانيا بحاجة إلى إعادة التفكير في هذه العلاقة الاقتصادية.
واقترح كاتب التقرير، حلولًا للخروج من تبعية الاقتصاد البريطاني للصين، قائلًا: "يجب أن تكون استراتيجيتنا في الصين لتقليل هذا الاعتماد، وتقديم سياسات تعزز الاقتصاد للأوقات المضطربة".
3 حلول
وأضاف:من أجل ذلك، يجب على رئيس الوزراء المقبل منح الأولوية لثلاثة أشياء، أولها: وقف تدفق الابتكارات البريطانية إلى بكين،
بينما الثاني: حماية الوظائف البريطانية من المنافسة الاقتصادية غير العادلة التي تدعمها الدولة،
والثالث: تنويع سلاسل التوريد.
وعن الأولوية، قال توم توجندهات إنها تتمثل في حماية الازدهار البريطاني على المدى الطويل، مشيرًا إلى أن المملكة المتحدة في سباق للحصول على ميزة تكنولوجية.
وتعد المملكة المتحدة رائدة على مستوى العالم في مجال البحث العلمي والابتكار، لكن الكثير من الأكاديميين والشركات، سواء عن عِلم أم عن غير قصد، يسلمون الملكية الفكرية والمعرفة إلى بكين مباشرة، بحسب توم توجندهات.
رؤساء القسم الخامس في هيئة المخابرات العسكرية البريطانية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، كانوا قد ألقوا خطابًا مشتركًا، ذهبوا فيه إلى تفاصيل «مذهلة» لنقل التكنولوجيا إلى الصين.
وتحدثوا عن المهندسين الذين اختارهم مسؤولو المخابرات الصينية، والشركات البريطانية التي تم تجريدها من المعرفة التقنية، والباحثين المرتبطين بالجيش الصيني، الذين يدرسون في الجامعات البريطانية.
عملية نقل التكنولوجيا هذه يطلق عليها «أكبر عملية نقل للثروة في تاريخ البشرية»، بحسب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني، الذي قال إن بلاده لا تتعامل معها بالشكل الكافي، مشيرًا إلى أن «صلاحياتنا الجديدة، لمنع عمليات الاستحواذ الأجنبية على الشركات البريطانية الاستراتيجية مهمة، لكننا بحاجة إلى استخدامها».
وحذر البرلماني البريطاني من أن بلاده ستكون أكثر فقراً إذا انتهى الأمر بالابتكار الاستراتيجي في يدي بكين.
الأولوية الثانية تتمثل في اتباع نهج أقوى، لكيفية حماية الوظائف والشركات البريطانية من المنافسة الاقتصادية غير العادلة، التي تدعمها الدولة الصينية، بحسب توم الذي قال إنه ليس من العدل أن تتنافس صناعة الصلب البريطانية مع الموردين الصينيين المدعومين من الدولة بخمسة أضعاف إنتاج الكربون، مؤكدًا ضرورة تعديل حدود الكربون وتسوية ساحة المنافسة، من خلال العمل مع "الحلفاء" لوضع معايير مشتركة.
وأوضح أن الأولوية الثالثة تتمثل في التفكير بجدية أكبر بشأن المكان الذي تشتري منه بريطانيا ما تحتاجه، منوها على أن وباء كورونا كشف اعتمادية بلاده على الصين في إمدادات معدات الوقاية الشخصية.
نقطة ضعف خطيرة
وأشار إلى أنبريطانيا ما زالت تعتمد على الصين في كل شيء، من المعدات الطبية الأساسية إلى كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، مؤكدًا أن نقطة الضعف التي وصفها بـ«الخطيرة» يمكن أن تقوِّض بسهولة الأمن القومي البريطاني.
وبينما أشاد بنشر الحكومة البريطانية استراتيجية المعادن المهمة، أكد أن المملكة المتحدة بحاجة إلى المزيد من الاهتمام لتنويع سلاسل التوريد في جميع المجالات، وعدم الاعتماد على دولة واحدة.
هذه الأولويات الثلاث تعكس المجالات التي تتمتع فيها الصين بأكبر قدر من الإمكانات، لتقويض الازدهار المستقبلي لبريطانيا، بحسب «الديلي تلغراف»، التي قالت إن بكين تلعب مباراة طويلة وعلى بريطانيا الاختيار.
وأكدت أن على بريطانيا الاستيقاظ والاستعداد بشكل صحيح لتحقيق النجاح في هذا الصراع، أو الاستمرار في العمل كالمعتاد، كي لا تجد نفسها في موقف من التبعية والضعف، في غضون عقد من الزمن.
COMMENTS