فوضى وإزدحامٌ غير مسبوق تشهده المطارات الأوروبية، حيث يتكدّس المسافرون وأمتعتهم في الصالات والممرات وعيونهم شاخصة على اللوحات الالكترونية ل...
فوضى وإزدحامٌ غير مسبوق تشهده المطارات الأوروبية، حيث يتكدّس المسافرون وأمتعتهم في الصالات والممرات وعيونهم شاخصة على اللوحات الالكترونية للرحلات المغادرة، وكلّ مسافرٍ يحدوه أملٌ بأن لا تظهر فجأة كلمة "ملغاة" بلونها الأحمر "المقيت"، ضمن معلوماتِ رحلة الطائرة التي حجز مقعداً له على متنها.
شركاتُ الطيران، وفي ظل النقص الحادّ في أعداد موظفي الخدمات والأمن والملاحة الأرضية والجوية، تبذلُ حالياً جهوداً حثيثة من أجل استيعاب الكمّ الكبير لأعداد المسافرين الذين حجزوا تذاكر رحلاتهم ووضعوا خططاً لبرامج الإقامة في البلد التي يعتزمون التوجّه إليها، لكنّ، لم يكن ثمة من مناص أمام شركات الطيران من إلغاء آلاف الرحلات.
"بريتش إيرويز"
وتصدّرت الخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيرويز"، عناوين الصحف، الأسبوع الماضي، بعد أن أعلنت عن إلغاء 10300 رحلة حتى أواخر تشرين الأول/ أكتوبر، وقالت الشركة في بيان:
"يواجه قطاع الطيران برمته تحديات كبيرة وما زلنا نركّز بالكامل على بناء قدرة على التكيف في عملياتنا وتوفير الضمان الذي يستحقه زبائننا"، وذلك بعدما أعلنت في وقت سابق عن إلغاء 650 رحلة هذا الصيف.
ويبيّنُ تحليل محدّث أصدرته شركة بيانات السفر "مابرين" أن "بريتش إيرويز" تتجاوز حالياً الخطوط الجوية التركية لجهة أعلى نسبة إلغاء للرحلات الجوية خلال النصف الأول من شهر تموز/يوليو، الجاري.
"لم نشهد قط أمراً كهذا"
لكنّ "بريتش إيرويز"، ليست الشركة الأكثر اضطّراباً في مواعيد إقلاع رحلاتها الجوية، فذلك أن الصدارة في هذا الصدد لا زال من نصيب شركة "يورو وينغز" الألمانية منخفضة التكلفة.
يقول مدير المبيعات والتسويق في شركة "يورو وينغز"، كارلوس سيندرا، بشأن فوضى السفر: "لم نشهد قط أمراً كهذا".
"إيزي جيت" و"يورو وينغز"
ووفقاً لمعطيات مكتب معلومات رحلات الطيران "سيريوم" فإن المحللين في شركة "مابرين" تناولوا عدد الرحلات الجوية التي كان من المقرر أن تقلع ما بين الأول والخامس عشر من شهر تموز/يوليو الجاري، والتي تمّ الإخطار بإلغائها ما بين الرابع عشر من حزيران/يونيو والخامس من تموز/يوليو.
"إيزي جيت" ألغت عدداً كبيراً من الرحلات الجوية خلال المدّة المذكورة، ولكنّ في حين أن العدد الإجمالي للرحلات التي تم إلغاؤها لهذه الشركة هو 1494 رحلة، كنسبة مئوية من طاقتها الجوية ، تُظهر البيانات أن هذا لا يمثل سوى 6 في المائة من الرحلات، أي أكثر قليلاً من رحلة واحدة من بين كل 20 رحلة.
وتمتلك "يورو وينغز"، أعلى نسبة إلغاء للرحلات الجوية بواقع 12 بالمائة، وهو ما يقرب من ضعف الرقم الذي حققته "إيزي جيت"،
تأتي الخطوط الجوية التركية في المرتبة الثالثة في التصنيف، حيث خفضت هذه الشركة 7 في المائة من خدماتها في الفترة ما بين الأول والخامس عشر من تموز/ يوليو، على الرغم من أن أمراً كهذا لا يدعو كثيراً إلى القلق بالنسبة لأي شخص تشهد خطط سفره حالة من الفوضى، "يجب أن نحافظ على شيء من التفاؤل إزاء هذا الوضع العام"، تقول سيندرا.
وحسب تحليل "مابرين" للأرقام الإجمالية من حيث السعة الإجمالية لكل شركة طيران، كانت أعلى نسب الإلغاء تعود في غالبيتها للشركات منخفضة التكلفة.
ألمانيا أولاً وبريطانيا ثانياً
تظهر بيانات "مابرين" أن من المرجح أن يتأثر المسافرون من ألمانيا أكثر من غيرهم بفوضى المطارات، حيث تم بين 14 حزيران/ يونيو و5 تموز/يوليو ، إلغاء 1482 رحلة جوية كان من المقرر أن تقلع في النصف الأول من الشهر الجاري، وهذا يمثل نسبة 6 بالمائة من الرحلات المغادرة من ألمانيا، كما أنه يمثل ما نسبته 27 في المائة من إجمالي حالات الإلغاء للرحلات داخل أوروبا.
وتحتل المملكة المتحدة المرتبة الثانية، مع إلغاء 1060 رحلة خلال المدّة المذكورة، وهو ما يعادل نسبة 3.2 بالمائة من الرحلات المغادرة.
وفي الإجمال، تمّ مؤخراً إلغاء 5464 رحلة داخل أوروبا في المدة الواقعة بين الأول وبين الخامس عشر من الشهر الجاري، وجاءت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا في المرتبة الثالثة، أما الدانمارك فلها أن تفخر بأنه لم تلغِ من رحلاتها المجدولة سوى 100 رحلة فقط.
كما هو الحال مع تحليل شركات الطيران، لا تشمل البيانات المذكورة الرحلات الجوية التي تم إلغاؤها في اللحظة الأخيرة.
COMMENTS