BBC كافأت رئيسة وزراء المملكة المتحدة الجديدة، ليز تراس، حلفاءها الرئيسيين بتعيينهم في مناصب وزارية هامة في تعديل وزاري كبير بعد ساعات من ت...
BBC |
كافأت رئيسة وزراء المملكة المتحدة الجديدة، ليز تراس، حلفاءها الرئيسيين بتعيينهم في مناصب وزارية هامة في تعديل وزاري كبير بعد ساعات من تسلم مهامها من سلفها بوريس جونسون.
ولأول مرة، لا يشغل أي من "المناصب الكبرى في الدولة" رجل أبيض، مع تعيين سويلا بريفرمان وزيرة للداخلية، وكواسي كوارتنغ للمالية جيمس كليفرلي للخارجية.
وفيما يلي، نبذة عن هؤلاء الوزراء الثلاثة:
سويلا بريفرمان
سويلا بريفرمان ( 42 عاماً) صاحبة عبارة "بعض الرجال الذين يعملون في مجال السياسة يتصرفون كالحيوانات" التي قالتها خلال مقابلة لها مع بي بي سي، عندما انتشرت مزاعم أخيرة حول التحرش الجنسي في مقر الحكومة البريطانية.
تسلمت بريفرمان منصب وزيرة الداخلية خلفاً لبريتي باتيل التي استقالت مع انتهاء نهاية حقبة بوريس جونسون في رئاسة الحكومة.
تنحدر المدعية العامة السابقة وعضوة البرلمان عن حزب المحافظين، من أصول هندية، فوالداها من أصول تاميلية، الوالدة مسيحية والأب هندوسي، هاجرا إلى بريطانيا في ستينيات القرن الماضي من كينيا وموريشيوس.
عمل والدها موظفاً في جمعية إسكان تابعة للبلدية في المملكة المتحدة لما يقرب من 16 عاماً، أما والدتها فكانت ممرضة لمدة 45 عاماً، كما كانت إلى جانب زوجها منخرطة في الحياة السياسية المحلية ونشطت في الدفاع عن حقوق السكان في حيّها.
درست في مدرسة هيثفيلد الخاصة في لندن بعد أن فازت بمنحة دراسية. ومن هناك، تابعت دراسة القانون في كوينز كوليدج، جامعة كامبريدج، ثم حصلت على الماجستير في القانون الأوروبي والفرنسي من جامعة سوربون في باريس قبل أن تصبح محامية في نيويورك.
ووفقاً لتقرير صادر عن صحيفة "الغارديان"، كانت بريفرمان طموحة وتأمل أن تصبح نائبة في البرلمان منذ سن مبكرة جداً، وحضرت المناسبات الخاصة بحزب المحافظين في حي هارو، غربي لندن حيث نشأت.
بعد محاولات عديدة، نجحت بريفرمان أخيراً في الانتخابات العامة لعام 2005، حيث تم انتخابها ممثلة عن مدينة كنت، جنوب شرقي المملكة المتحدة.
تم تعيين سويلا وزيرة للبريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) في عام 2018، من قبل رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي، وكان أول منصب وزاري لها.
لكن عملها كوزيرة للبريكست لم يدم طويلاً، حيث استقالت بعد تنحي دومينيك راب، وزير البريكست، عن منصبه بسبب خلافه مع ماي حول اتفاق البريكست الذي اقترحته لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
أعادها رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون من خلال تعيينها وزيرة للعدل في عام 2020.
وهاجمت سويلا عندما كانت وزيرة للعدل ما وصفته بـ "ثقافة الحقوق" التي لم تكن موجودة في بريطانيا قبل عام 1998 ، أي بعد عام من تولي توني بلير رئاسة وزراء البلاد.
وفي تموز/يوليو 2022، رشحت بريفرمان نفسها لانتخابات قيادة حزب المحافظين، لكنها خرجت من السباق بعد الجولة الثانية من التصويت.
تزوجت سويلا من رائيل برافرمان، مدير في شركة مرسيدس في عام 2018، ولديهما طفلان معاً.
كواسي كوارتنغ
أسندت ليز تراس حقيبة المالية لكواسي كوارتنغ، حليفها السياسي منذ وقت طويل.
ويأتي توليه هذا المنصب بينما يمر اقتصاد المملكة المتحدة بفترة حرجة، لا سيما مع الارتفاع الكبير لفواتير الغاز والكهرباء.
القرارات التي سيتخذها في الأيام القادمة سيكون لها بالغ الأثر على مستقبل البلاد وعلى فرص حزب المحافظين في الاحتفاظ بالسلطة.
معلومات أساسية
السن: 47 عاما
محل الميلاد: شرق لندن
التعليم: كلية ترينيتي بجامعة كيمبريدج، وجامعة هارفارد
الحالة الاجتماعية: متزوج من المحامية هاريت إدواردز وله ابنة واحدة
الدائرة البرلمانية: سبلثورن (مقاطعة سَري)
جاء والدا كوارتنغ من غانا للدراسة في المملكة المتحدة في الستينيات. ولد كواسي في شرق لندن عام 1975، وهو نفس العام الذي ولدت فيه تراس.
والده خبير في الاقتصاد ووالدته محامية. وقد شكلت الكنيسة جزءاً مهماً في حياة والدته، كما أنها كانت تصوت دائماً لصالح حزب المحافظين.
وقد صرح كوارتينغ في السابق بأن والدته كانت من أشد المعجبات برئيسة الوزراء مارغريت ثاتشر، لأنها كانت "تريد أن تعتمد على نفسها"، ووصف هو نفسه بأنه "ثاتشري براغماتي".
وقد التحق بمدرسة إيتون الخاصة المقصورة على أبناء الصفوة بعد فوزه بمنحة دراسية للدراسة بها، ثم تخرج من جامعة كيمبريدج حيث حصل على مرتبة الشرف في مادتي الدراسات الكلاسيكية والتاريخ.
ثم حصل على منحة للدراسة بجامعة هارفارد الأمريكية، قبل أن يعود إلى كيمبريدج ويحصل على درجة الدكتوراة في التاريخ الاقتصادي.
عمل ككاتب عمود بصحيفة ديلي تليغراف وكمحلل اقتصادي في بنوك مثل JP Morgan و City of London، وبدأ مشواره مع حزب المحافظين كمدير لمؤسسة Bow Group البحثية.
ولكنه كما ذكر ذات مرة، كان دائما مهتماً بالسياسة، وقد خاض الانتخابات البرلمانية للمرة الأولى مرشحا عن حزب المحافظين، ولكنه جاء في المرتبة الثالثة.
أصبح نائبا في مجلس العموم عام 2010، وهو نفس العام الذي دخل فيه البرلمان كل من ليز تراس ووزيرة الداخلية السابقة بريتي باتل ووزير الصحة السابق ساجيد جاويد.
رغم أنه كانت هناك توقعات بأن يصبح كوارتنغ أول وزير أسود بحكومة المحافظين عام 2006، إلا أنه امضى ثمانية أعوام كنائب في البرلمان قبل أن يصبح وزيرا.
كان يعقد اجتماعات أسبوعية للاستماع إلى أبناء دائرته، ويستخدم أوقات فراغه في تأليف كتب وكتيبات تناولت موضوعات مختلفة، كالشهور الستة الأخيرة لحكم مارغريت ثاتشر في السلطة، وإرث الإمبراطورية البريطانية.
يرى كوارتنغ أن "الجدل الدائر حول حركة حياة السود مهمة والإمبريالية يتسم برؤية كاريكاتورية للتاريخ"، وأن ذلك ينطبق على طرفي الجدل.
اشترك كوارتنغ في عام 2012 مع عدة نواب محافظين في تأليف كتاب بعنوان Britannia Unchained (بريطانيا بلا قيود)، جاء فيه: "بمجرد أن يدخلوا مكان العمل، يصبح البريطانيون من بين أسوأ المتكاسلين في العالم".
ولكنه نأى بنفسه عن وجهة النظر هذه فيما بعد، وصرح لـ بي بي سي بأنه نظرا لظروف الوباء، والنفقات الحكومية الضخمة على أشياء مثل دفع رواتب الموظفين خلال الإغلاقات، وتحدي التغير المناخي والخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنه من الصعب للغاية تطبيق تعليقات تعود إلى خمس أو ست سنوات على الأوضاع الراهنة.
أيد كوارتنغ الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى عام 2016، وفي عام 2017، أصبح مساعدا لوزير المالية آنذاك فيليب هاموند.
ثم رُقي إلى وزير التجارة والطاقة والاستراتيجية الصناعية، والذي شغله على مدى أكثر من عام قبل أن يصبح وزيرا للمشاريع التجارية بعد ذلك بـ 18 شهرا.
ووصف صعوده بأنه "مكافأة" له على دعمه لبوريس جونسون في سباق زعامة الحزب.
جيمس كليفرلي
شغل كليفرلي منصب وزير الدولة لأوروبا وأمريكا الشمالية في وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية من فبراير / شباط إلى يوليو 2022. وكان أيضاً وزيراً للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا الشمالية من سبتمبر/أيلول 2020 إلى فبراير/شباط 2022.
تم تعيينه لأول مرة كوزير دولة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية والكومنولث ووزارة التنمية الدولية في 13 فبراير /شباط 2020.
كان جيمس وزيراً بدون حقيبة من يوليو/تموز 2019 إلى فبراير 2020 ، ووكيل وزارة الخارجية في وزارة البريكست من أبريل/نيسان 2019 إلى يوليو 2019.
وانتُخب لأول مرة نائباً عن حزب المحافظين عن Braintree في مايو/أيار 2015.
ويعد كليفرلي (53 عاماً) من أشد المؤيدين لرئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس.
وبصفته وزيراً للشرق الأوسط التقى كليفرلي بالمسؤولين الإيرانيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 لمناقشة العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015 والتفاوض على إطلاق سراح المواطنين البريطانيين من أصول إيرانية أمثال نازانين زغاري راتكليف وغيرها الذين تم إطلاق سراحهم فعلياً.
تم انتقاد كليفرلي بشدة العام الماضي بعد أن أعلن أن المملكة المتحدة ستخفض مساعداتها الخارجية لليمن إلى النصف، كجزء من تعهد الحكومة المثير للجدل بخفض ميزانية المساعدات الخارجية من 0.7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.5 في المئة.
ويرى بعض كبار اعضاء الحزب أن تعيين كليفرلي في هذا المنصب الهدف منه ان "تستمر ليز تراس في السيطرة على وزارة الخارجية طوال فترة رئاستها".
أمضى كليفرلي ما يقرب من عام في العمل المباشر لصالح رئيسة الوزراء الجديدة، كما أن منزله يقع على بعد ميل واحد من منزل ليز تراس في جنوب شرق لندن.
نشأ كليفرلي في أسرة فقيرة لوالدين قدما إلى المملكة المتحدة، من سيراليون، حيث عاشت الأسرة التي لم تخطط لإنجاب طفل آخر بسبب الفقر، في شقة مكونة من غرفة نوم واحدة.
كان والده يعمل في التنظيف ووالدته ممرضة، إلا أنهما أرسلا ولدهما جيمس إلى مدرسة "كولفي" التي تبلغ رسوم الدراسة فيها إلى 18300 جنيه استرليني للعام الواحد.
ومن هناك التحق بالجيش، لكن أصابة مبكرة حرمته من فرصة الاستمرار في الخدمة العسكرية وتحول إلى ضابط احتياط في الجيش البريطاني.
درس في جامعة غرب لندن ، حيث التقى فيها بزوجته سوزانا ، وبدأ حياته المهنية في النشر قبل الانخراط في عالم السياسة في اوساط حزب المحافظين عام 2002.
كان أحد أعماله الأولى هو كتابة تقرير عن "كيف يمكن للحزب أن يفعل المزيد لكسب المزيد من الناخبين السود".
بعد ذلك عمل في مكتب إيان دنكان سميث الذي كان زعيم حزب المحافظين وقتذاك. وفي عام 2008، فاز بمقعد بيكسلي وبروملي في مجلس محافظة لندن، عندما أصبح بوريس جونسون عمدة للمدينة. عمل كليفرلي كرئيس لهيئة التخطيط للحرائق والطوارئ في لندن وأشرف على إغلاق 10 محطات إطفاء - وهو قرار أجبر عليه، كما قال، لخفض الميزانية.
وفي عام 2015، دخل كليفرلي مجلس العموم.
وصف حملة تيريزا ماي الانتخابية لعام 2017 بأنها "خالية من الأمل" وحاول لفترة وجيزة الترشح للقيادة بعد استقالتها، لكنه فشل في الحصول على الدعم الكافي.
في يوليو/تموز، 2019، جعله جونسون رئيساً مشتركاً للحزب على الرغم من أن حملته الانتخابية الناجحة كانت مدفوعة إلى حد كبير بدومينيك كامينغز، وتم تخفيض رتبته في التعديل الوزاري الذي أعقب الانتخابات في فبراير/شباط 2020 إلى معاون في وزارة الخارجية، ومن هناك نجح في ارتقاء سلم الصعود السياسي بسرعة.
COMMENTS