خسرت شميما بيغوم، التي تعرف بلقب “عروس داعش”، طعنها القانوني حول قرار حرمانها من جنسيتها البريطانية، ولن يسمح لها بالعودة إلى المملكة المتح...
خسرت شميما بيغوم، التي تعرف بلقب “عروس داعش”، طعنها القانوني حول قرار حرمانها من جنسيتها البريطانية، ولن يسمح لها بالعودة إلى المملكة المتحدة.
ونقل موقع “ديلي ميل” البريطاني في تقريره، اليوم الأربعاء 22 من فبراير/شباط، عن المحكمة العليا قرارها رفض الطعن الذي قدمته بيغوم، والحكم بوجود “شكوك معقولة” بأن بيغوم جرى تهريبها إلى سوريا وتعرضها للاستغلال الجنسي، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لنجاح الاستئناف.
وأوضح قاضي المحكمة، أن قرار فيما إذا كانت تشكل “تهديدًا للأمن القومي” يعود للسياسيين وليس المحاكم، فيما يتوقع التقرير أن يسعى محامو بيغوم للطعن في الحكم أمام محكمة الاستئناف.
وأضاف القاضي، “في ظل التسوية الدستورية لدينا، فإن هذه القضايا الحساسة متروكة لوزارة الخارجية لتقييمها، وليس للجنة الاستئناف الخاصة بالهجرة”.
من جهته، علّق وزير الداخلية البريطانية السابق، «ساجد جافيد»، الذي كان في المنصب عندما جردت «شميما بيغوم» من جنسيتها، مرحبًا بحكم المحكمة الصادر اليوم، مشيرًا إلى موافقته القرار الذي اتخذه بسحب جنسية “أحد الأفراد لأسباب تتعلق بالأمن القومي”.
I welcome today's court ruling, which has again upheld my decision to remove an individual's citizenship on national security grounds.
— Sajid Javid (@sajidjavid) February 22, 2023
This is a complex case but Home Secretaries should have the power to prevent anyone entering our country who is assessed to pose a threat to it.
ووصف جافيد القضية بـ”المعقدة”، لكنه أيّد أحقية وزراء الداخلية في السلطة لمنع أي شخص يعتقد أنه يشكل تهديدًا من دخول البلاد، في المقابل وصفت منظمة العفو الدولية قرار المحكمة اليوم بأنه “مخيب للآمال”، معلقين بأنه “لا ينبغي لوزير الداخلية أن يعمل على نفي المواطنين البريطانيين عن طريق تجريدهم من جنسيتهم”.
وخلال جلسة الاستماع التي استغرقت خمسة أيام العام الماضي، قال محامو بيغوم، «سامانثا نايتس»، و «دان سكوايرز»، إنه “جرى تجنيدها ونقلها وإيوائها في سوريا في عام 2015، عندما كانت طالبة في الثانوية العامة وتبلغ 15 عامًا حينها، لأغراض الاستغلال الجنسي والزواج من رجل بالغ”.
كما جادلوا بأن وزارة الداخلية فشلت “بشكل غير قانوني” في اعتبار أن بيغوم سافرت إلى سوريا وبقيت هناك “كضحية للاتجار بالأطفال”.
بالمقابل، جادل محامو وزارة الداخلية البريطانية، بأن قرار حرمان بيجوم من جنسيتها كان صحيحًا، قائلين إنها “عندما هربت من أراضي التنظيم غادرت فقط من أجل الأمان، وليس بسبب فك ارتباط حقيقي بالمجموعة”.
كيف وصلت إلى سوريا
في أغسطس/آب الماضي، كشف تحقيق أجرته “BBC” عن تهريب بيغوم إلى سوريا من قبل عميل استخبارات سوري الجنسية، كان يعمل لمصلحة كندا في ذلك الوقت.
بمجرد وصولها إلى سوريا، تزوّجت من أحد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، الهولندي الجنسية، «ياغو ريديك»، الذي كان يبلغ من العمر نحو 23 عامًا.
وعاشت تحت حكم التنظيم لأكثر من ثلاث سنوات، وفي 2019 عثرت عليها صحيفة “التايمز”، وهي حامل في شهرها التاسع، في مخيم للاجئين السوريين.
عقب ذلك، قررت وزارة الداخلية البريطانية إسقاط الجنسية عن الفتاة، مرجعة ذلك إلى انضمامها للتنظيم وزواجها من أحد عناصره.
وفي مقابلة مع “BBC“، في سبتمبر/أيلول 2021، قالت بيغوم إنها ستندم على انضمامها إلى التنظيم لبقية حياتها، وعرضت مساعدة المملكة المتحدة في محاربة الإرهاب.
قدّرت الأبحاث والدراسات المتخصصة أعداد الأوروبيين المنضمين لتنظيم “الدولة” حتى 2016 بين 3900 و4300 فرد من دول بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.
ووفقًا لتقرير صادر عن البرلمان الأوروبي نشر العام الماضي، عاد نحو 30% من هؤلاء إلى بلادهم.
وبحسب منظمة “Reprieve” لحقوق الإنسان، لا يزال ما يصل إلى 25 عائلة بريطانية، بمن في ذلك 36 طفلًا، في معسكرات خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سوريا، حيث يحتجز من يشتبه بأنهم أقارب لمقاتلي التنظيم.
COMMENTS