نشرت صحيفة التايمز تحقيق لأندرو نورفولك بعنوان: "المدارس الحسيدية تترك اليهود الذكور بالكاد قادرين على القراءة أو الكتابة باللغة الإن...
وجد الكاتب أن آلاف الأولاد البريطانيين بالكاد يستطيعون القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية في سن 16، وبعضهم يتعرض للضرب بشكل روتيني في مدارس غير آمنة، "لأن الحكومة تسمح لمجموعة دينية متشددة بحرمانهم من التعليم المناسب" بحسب الصحيفة.
مجتمع "متطرف وانعزالي"
ويشير نورفولك إلى أن اليهود الحسيديين يسمحون للفتيات بدراسة مجموعة من المواد غير الدينية واجتياز امتحانات شهادة التعليم الثانوي، لكن الأولاد الذكور من المجتمع "الأرثوذكسي المتطرف والانعزالي" يتم تعليمهم عادةً في مدارس خاصة تكون فيها اللغة اليديشية هي اللغة الأساسية.
ويضيف أن الأولاد الذكور يتلقون وهم في سن صغيرة ما لا يزيد عن ساعتين كحد أقصى من الدروس العلمانية غير الدينية في اليوم في هذه المدارس، قبل أن يختفوا بشكل جماعي من قوائم المدرسة في سن 13 لدخول المدارس الدينية غير المسجلة (يشيفا) حيث لا يتم التحدث بالإنجليزية.
وحسب الكاتب، فإن العديد من هذه المؤسسات تتجنب التدقيق الخارجي من خلال استغلال ثغرة في القانون لا يتم بموجبها تعريف المؤسسات التعليمية بدوام كامل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاماً على أنها مدارس، إذا كان المنهج الذي تقدمه ضيقاً للغاية. وكل تلاميذ هذه المدارس الدينية، من الناحية النظرية، "يتلقون تعليمهم في المنزل".
ويقول إنه وجد في ستامفورد هيل، شمالي لندن، وهو موطن أكبر مجتمع حسيدي في أوروبا "دليلاً على وجود مدارس إبتدائية غير مسجلة، فيها ظروف خطرة، وعلى الاستخدام المنتظم للعصي لضرب الأطفال في بعض المؤسسات".
ويضيف أن معظم الأولاد الحسيديين الذكور لا يحصلون على مؤهلات غير دينية ولديهم "فرصة ضئيلة في اختيار حياة خارج العالم الأرثوذكسي المتطرف المعزول"، الذي يشكل أتباعه 28 في المئة من السكان اليهود في بريطانيا البالغ عددهم 271 ألفاً.
ويشير إلى أن الحد الأدنى من مستوى التعليم غير الديني للبنين يتناقض تناقضا صارخا مع المعايير التعليمية العالية التي توفرها المدارس اليهودية الأخرى للتلاميذ من الجنسين.
وقال رئيس إحدى المدارس الابتدائية الحسيدية للتايمز إنه من غير المقبول أن "يخرج الرجال في مجتمعي بعمر 15 عاماً من التعليم غير قادرين على قراءة اللغة الإنجليزية، وغير قادرين على الكتابة نحوياً بأي لغة، وغير قادرين على فهم أساسيات الرياضيات والعلوم، كما أنهم غالباً ما يكونون غير قادرين على التكلم بالإنجليزية بطلاقة".
واتهم أحد الشباب، الذي قال للتايمز إنه كان في مدرسة ابتدائية غير مسجلة لم يتم فيها تدريس أي مواد غير دينية، السياسيين "بالتواطؤ في حرمان آلاف الأولاد الحسيديين من التعليم اللائق".
وأورد نورفولك العديد من المعلومات عن مدرسة دينية يهودية تعرف بإسم "تاشبار" منتقدةً طريقة عملها. وقالت الصحيفة إن مبنى المدرسة غير آمن وإنه يتم ضرب الأطفال فيها، وإنها تعلم تلاميذها بأن الآخرين "أقل شأناً أو أشراراً"، وهي تهم تنفيها المدرسة الدينية.
إلا أن الممثل القانوني للمدرسة قال للتايمز إن "تاشبار ليست مدرسة بالمعنى المقصود في قوانين التعليم، لأنها لا تقدم أي شيء آخر غير التعليم الديني".
وأضاف أن مكتب مراقبة معايير التعليم في بريطانيا (أوفستيد) هو قسم غير وزاري تابع لحكومة المملكة المتحدة، قام منذ العام 2016 "بفحص المكان في مناسبات متعددة وكان سيحاكم تاشبار لو كان هناك دليل على أنها مدرسة غير مسجلة".
COMMENTS