بعد أن جمعا 200 ألف جنيه إسترليني (230 ألف يورو) لقاء مساعدتهما مهاجرين سوريين على الوصول إلى بريطانيا قادمين من إيرلندا الشمالية، قرر القض...
بعد أن جمعا 200 ألف جنيه إسترليني (230 ألف يورو) لقاء مساعدتهما مهاجرين سوريين على الوصول إلى بريطانيا قادمين من إيرلندا الشمالية، قرر القضاء البريطاني الحكم بالسجن على رجلين ينتميان لعصابة تهريب دولية.
أصدرت محكمة بريطانية حكماً بالسجن لمدة عامين وثمانية أشهر، على «محمد عوض»، وهو مقيم في لندن ويبلغ 25 عاما، وذلك لدوره في تسهيل الهجرة غير القانونية لـ41 مهاجراً سورياً.
وكان قد حُكم على شريكه، «أحمد عمر»، والبالغ من العمر 40 عاما، بالسجن لمدة عامين، في محاكمة أجريت في آذار/مارس، حيث وجدته المحكمة مذنباً لدوره كسائق يعمل ضمن منظمة إجرامية.
وثائق هوية مزورة ورحلات جوية من بلفاست إلى بريطانيا
وتم القبض على المهربين بعد تحقيق أجرته وحدة التحقيقات الجنائية والمالية التابعة لوزارة الداخلية، والتي وجدت أن عصابة التهريب الدولية كانت تتقاضى حوالي 5 آلاف جنيه إسترليني (5700 يورو) لكل رحلة.
وتشير التقديرات إلى أن العصابة جنت أكثر من 200 ألف جنيه إسترليني (230 ألف يورو) لتسهيل دخول المهاجرين السوريين إلى المملكة المتحدة، وذلك على مدى 16 يوماً في تشرين الثاني/نوفمبر 2021.
وقدمت العصابة وثائق هوية مزورة ورتبت رحلات جوية من بلفاست إلى بريطانيا لتسهيل الدخول غير القانوني للمهاجرين من خلال إساءة استخدام منطقة السفر المشتركة، بين جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية. وتم وصف عوض بأنه "عامل موثوق به للغاية" داخل جماعة الجريمة المنظمة، وكان الشخص المسؤول عن ترتيب الرحلات الجوية.
ونفذ ضباط من دائرة إنفاذ قوانين الهجرة بوزارة الداخلية، جنبا إلى جنب مع خدمة الشرطة في أيرلندا الشمالية، أوامر تفتيش في عناوين في بلفاست ولندن في 10 آذار/مارس 2022، واعتقلوا المتهمين، وصادروا 8 آلاف جنيه إسترليني (9200 يورو) نقدا وسيارة.
اعترف المتهمان بتورطهما في المساعدة في الهجرة غير القانونية
وتواصل الحكومتان البريطانية والإيرلندية العمل بشكل مكثف من خلال فريق عمل الوكالة المشتركة عبر الحدود، للتصدي لجرائم الهجرة المنظمة والعبودية الحديثة والاتجار بالبشر.
قال «بن توماس»، نائب مدير وحدة التحقيقات الجنائية والمالية البريطانية، "نحن ملتزمون بتفكيك شبكات تهريب البشر ولن نتوقف عند أي شيء لتقديمهم للعدالة. نود أن نشكر شركائنا في الشرطة الإيرلندية الشمالية الذين ساعدونا في هذا التحقيق. سنواصل العمل معهم عن كثب لإنقاذ الأرواح وضمان مواجهة مهربي البشر لعواقب جرائمهم الدنيئة".
محاولات مستمرة من السلطات البريطانية لإدارة ملف الهجرة
وتسعى السلطات البريطانية إلى مواجهة التوافد المستمر للمهاجرين على أراضيها، خاصة القادمين عبر بحر المانش انطلاقا من سواحل شمال فرنسا، رغم خطورة العبور بسبب التيارات المائية القوية وانخفاض درجات الحرارة، وعلى الرغم من تشديد السياسات البريطانية الرافضة عبور المهاجرين إلى المملكة.
وعبر منذ بداية العام حتى نهاية شهر شباط/فبراير نحو ألفين و950 مهاجرا، بالمقارنة مع ألف و484 في الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق صحيفة تيلغراف. في حين قدر عدد المهاجرين الذين عبروا إلى المملكة المتحدة عام 2022 بنحو 46 ألف مهاجر.
واتفق رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة 10 آذار/مارس الماضي، على تعزيز العلاقات العسكرية بين البلدين وتكثيف الجهود لمنع المهاجرين من عبور المانش وصولا إلى المملكة المتحدة، في قمة كانت الأولى بين البلدين منذ خمس سنوات، أعلن فيها رئيس الوزراء البريطاني دفع مبلغ 541 مليون يورو لفرنسا على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وكانت أبرمت فرنسا والمملكة المتحدة اتفاقات عدة على مر السنوات الأخيرة لمجابهة الهجرة غير الشرعية، آخرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وتضمن موافقة المملكة دفع 72,2 مليون يورو لفرنسا، من أجل نشر 350 شرطيا إضافيا للكشف عن عبور قوارب المهاجرين ولمنع عبورها، و800 شرطي، يتبع جزء منهم لحرس الحدود والجمارك، لمنع المغادرة من السواحل الفرنسية، وفق أرقام السلطات الفرنسية.
COMMENTS