BBC - كان صعود الملاكمة البريطانية نينا هيوز إلى القمة سريعاً للغاية حتى وفق المعايير الخاصة بالملاكمة النسائية. فقد أصبحت بطلة رابطة الملا...
BBC - كان صعود الملاكمة البريطانية نينا هيوز إلى القمة سريعاً للغاية حتى وفق المعايير الخاصة بالملاكمة النسائية.
فقد أصبحت بطلة رابطة الملاكمة العالمية في وزن البانتام في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي بعد هزيمتها لجامي ميتشل في دبي، في خامس نزال محترف لها فقط.
والأمر الذي يجعل هذا الانجاز لافتاً أكثر هو أن هيوز هي أم لطفلين تبلغ من العمر 41 عاماً ولا تزال تعمل سكرتيرة بدوام جزئي للمساعدة في إعالة ولديها.
تقول هيوز لبي بي سي: "إنه لأمر جنوني. خمسة نزالات وأصبحت بطلة العالم، الأمر كله حدث بسرعة كبيرة".
ومنذ فوزها باللقب العالمي، تعاقدت مع هيوز واحدة من أكبر شركات الترويج للاعبين في بريطانيا وهي شركة "ماتشرووم بوكسنغ"، وتعتزم الدفاع عن حزامها للمرة الأولى السبت في لندن في مواجهة كيتي هيلي.
وتعتبر هيوز واحدة من أربعة بريطانيين يخوضون نزالات من أجل الحفاظ على ألقاب عالمية في حلبة "أوفو" في ويمبلي، وتعتبر هذه الحلبة التي تتسع لـ 12,500 متفرج أكبر حلبة على الإطلاق تخوض فيها نزالاً.
لكن صعود هيوز لم يكن سريعاً تماماً كما قد يبدو للوهلة الأولى. فقد كانت تمارس الملاكمة منذ أكثر من 15 عاماً. وقد شُطبت مشاركتها في الكثير من المرات، وأكثرها كان من تلقاء نفسها.
بدأت مشوارها مع الملاكمة من "غرايز" في مقاطعة إسيكس، حيث بدأت بتلقي دروس في الملاكمة بعمر 25 عاماً ولكن لم تكن لديها النية بدخول حلبة الملاكمة من أجل المنافسة.
تقول: "كنت أستمتع باللياقة البدنية، لكن من أقنعني بها هو مدربي. وهكذا بدأت التدريب في الحلبة، ثم قال لي أنت جاهزة للملاكمة.
"لم أكن أعتقد أنني جيدة، فالرجال كانوا يهزمونني باستمرار".
ولكن بعد أن نقلت تدريبها إلى صالة رياضية للنساء وبعد إدراكها لقدراتها، بدأت هيوز مسيرتها كلاعبة ملاكمة هاوية وحصدت ثمارها بحصولها على مكان في الفريق البريطاني للملاكمة.
وجابت العالم للمشاركة في البطولات إلى جانب ملاكمات من بينهن نيكولا أدامز، التي كانت تشارك بنفس فئة الوزن.
وعندما حان الوقت لاختيار المرشحين للمشاركة في الألعاب الأولمبية "لندن 2012" - وهي أول ألعاب تتضمن الملاكمة النسائية- تم اختيار آدامز بينما لم يتم اختيار هيوز للمشاركة.
فازت أدامز بالذهب وأصبحت مشهورة ومعروفة.
في تلك الأثناء، شعرت هيوز بأنها قد بلغت أقصى ما يمكن أن تبلغه في الملاكمة، في ظل الفرص المحدودة للنساء في التحول الى الاحتراف.
فاعتزلت الرياضة وأنجبت طفلين.
تقول هيوز: "كان القرار سليماً، فأدامز فازت بميداليتين ذهبيتين".
وتضيف: "كان الأمر مخيباً للآمال بشكل واضح لأن عمري كان ضدي حتى حينها- فلو كنت أصغر عمراً لكانوا أبقوني في الفريق للمشاركة في ألعاب ريو، لكنني كنت أقترب من عمر الثلاثين عاماً.
"بعد التدريب بدوام كامل كان من الصعب العودة إلى العمل، فقد كان التغيير كبيراً. كان الأمر محزناً. ولم أعتقد أنني سأعود إلى الملاكمة."
وعلى الرغم من النكسات التي منيت بها، إلا أن شغف هيوز بالملاكمة لم يخبو أبداً.
فقد عادت إلى الصالة الرياضية بعد ثلاثة أسابيع فقط من ولادتها لابنها الثاني، على الرغم من أنه لم تكن هناك أفكار بخوض منافسات الملاكمة ثانية إلى أن حصل الإغلاق إبان انتشار أزمة كورونا في 2020.
تقول هيوز: "اعتقدت أن الوقت مناسب للتقاعد، لكنني فوت تلك الفرصة".
"كانوا يعرضون الكثير من نزالات النساء في الملاكمة على التلفزيون، وخطر ببالي أنه إذا لم أجربها، فلن أعرف أبداً."
وانضمت هيوز إلى صالة نيولاندز المحترفة في "ويكفورد" والباقي هو تاريخ في الملاكمة ما زال يُصنع.
وكانت هيوز قد خاضت أول نزال محترف لها في ديسمبر/ كانون الأول 2021، قبل أن تخوض ثلاثة نزالات في غضون ستة أشهر خلال العام 2022.
وهذا قاد إلى المباراة التي جمعتها ببطلة العالم في وزن البانتام الأمريكية ميتشل، حيث كانت فيها الطرف الأضعف في التوقعات. لكن هيوز استحقت فوزاً بفارق النقاط بالإجماع، بعدها اعترفت الملاكمة الأمريكية قائلة: "كانت أقوى وأصلب مما اعتقدت".
لم تشك هيوز قط بقدراتها- حتى وإن كانت سرعة صعودها قد فاجأتها هي نفسها.
تقول: "كنا نضغط بهدف الوصول إلى لقب بطل العالم في غضون عامين. كنت أعلم دوماً أنني سأكون جيدة بما فيه الكفاية، لكنني لم أعتقد أنني سأحظى بالفرصة".
"اعتقدت (ميتشل) أنها ستجتازني، لكن ذلك كان جيداً بالنسبة لي. فما كنت لأحظى بفرصة لولا اعتقادها ذاك.
"إنه لشعور جيد (أن تكون بطلاً)، يبعث على الرضى التام. فبالعمر الذي بلغته كانوا يضحكون علي، ولم يمنحوني فرصة أبداً, والآن وقد حصلت على الحزام، الكل يريد أن يخوض نزالاً معي."
وتتطلع هيوز لخوض مباريات كبيرة في المستقبل، في حال تمكنت من تخطي مباراتها القادمة أمام هيلي من "وولفرهامبتون".
وتقول هيوز: "لا أشعر بعمري، فعمرك فقط هو ما تشعر به. لا أعتقد أنه ينبغي التمييز ضدي لأنني أبلغ من العمر 41 عاماً.
"سأعلم عندما يخبرني جسدي بأنني نلت كفايتي. لو أنني بدأت عندما كنت في الـ 12 من عمري، لكان جسدي قد أصبح تعباً أكثر.
"إنني أعوض عن الوقت الضائع بالتأكيد. فالملاكمين يترعرعون عادة في صفوف المحترفين، لكنني أردت أن اندفع بسرعة."
وتضيف: "أعتقد أن الناس كانوا يشطبونني من حساباتهم، لأنهم كانوا ينظرون إلى نقص تجربتي الاحترافية وإلى عمري، لكن وصولي إلى هنا جاء برحلة استغرقت 15 عاماً."
وتختم قائلة: "كان الأمر مجرد حلم، ثم تحول الحلم إلى حقيقة أخيراً. لا أصدق أنني فعلتها حقاً."
COMMENTS