ارتفاع الاسترليني ومؤشر بورصة لندن وتراجع العائد على سندات الخزانة.. تفاؤل الأسواق بالتغيير الوزاري في بريطانيا

سادت موجة من التفاؤل في الأسواق البريطانية في مطلع تعاملات الأسبوع صباح اليوم الإثنين مع إقالة رئيس الحكومة «ريشي سوناك» وزيرة الداخلية المثيرة للجدل «سويلا بريفرمان» وإجراء تعديل وزاري شمل عودة رئيس الوزراء السابق «ديفيد كاميرون» إلى الحكومة وزيراً للخارجية.

على عكس التراجع الطفيف في إغلاق الأسواق الآسيوية بنهاية تعاملات أول أيام الأسبوع، ارتفعت مؤشرات الأسواق الأوروبية عامة بما يقارب نقطة مئوية في المتوسط. وقادت أسهم الترفيه والسفر المؤشرات للارتفاع، وأضاف مؤشر الأسهم الأوروبية المجمعة، "ستوكس 600"، نسبة 0.7 في المئة في تعاملات اليوم.

أما في بريطانيا تحديداً، فكانت الموجة الإيجابية أوسع من مؤشر بورصة لندن لتشمل ارتفاع سعر صرف الجنيه الاسترليني أمام الدولار وتراجع العائد على سندات الخزانة ما يعني ارتفاع سعر السند، وارتفع الجنيه الاسترليني أمام الدولار واليورو بشكل طفيف بعد الإعلان عن إقالة بريفرمان وانتظار التشكيل الوزاري الجديد.

• ارتفاع الاسترليني

وأضاف الجنيه الاسترليني نسبة 0.2 في المئة إلى قيمته صباح اليوم، ليصل سعره إلى 1.225 دولار للجنيه، وارتفع مقابل اليورو ليصل إلى 87.29 بنساً لليورو، وانخفض العائد على سندات الخزانة البريطانية متوسطة الأجل مدة 10 سنوات إلى نسبة 4.34 في المئة من نسبة 4.36 في الجلسة السابقة.

وارتفع مؤشر "فوتسي 100" في بورصة لندن بنسبة 0.8 في المئة، بينما ارتفع المؤشر الأوسع "فوتسي 250" بشكل طفيف بنسبة 0.1 في المئة.

وقادت أسهم شركات المعادن ارتفاع المؤشر مع ارتفاع أسعار النحاس ما جعل أسهم شركات التعدين ترتفع بنسبة 1.2 في المئة، وارتفعت أسهم شركات التأمين مع توقعات جيدة للعائدات والأرباح، وكذلك ارتفعت أسهم الشركة العقارية "بريتيش لاند" بنسبة 5.7 في المئة بينما ارتفع مؤشر الشركات العقارية عموماً بنسبة 0.8 في المئة.

• تعزيز سلطة الحكومة

وعلى رغم أن موجة التفاؤل والتحسن في مؤشر البورصة وسعر الاسترليني ترجع مباشرة لإقالة وزيرة الداخلية والتغيير الوزاري، إلا أن بعض المحللين يرون الارتفاع الطفيف في سعر صرف الجنيه الاسترليني موقتاً، وأن سعر العملة سيعتمد مرة أخرى على قوة الاقتصاد البريطاني ومدى قوة الدولار الأميركي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن المحلل في شركة "بي أن واي ميلون" جوف يو قوله، "التغيير الوزاري مسألة سياسية محلية... ومن غير المتوقع أي تغيير كبير في وزارة المالية، بالتالي ستظل النظرة المستقبلية لسعر صرف الجنيه الاسترليني معتمدة على قوة الدولار".


كان حزب المحافظين الحاكم نشر على صفحته في موقع التواصل "إكس" (تويتر سابقاً) تصريحاً جاء فيه، "اليوم، يعزز ريشي سوناك من سلطة الحكومة وقوة فريقه الوزاري لتنفيذ القرارات طويلة الأمد من أجل مستقبل أفضل". وذلك بعدما أعلنت الحكومة في الصباح الباكر أن "ريشي سوناك طلب من سويلا بريفرمان مغادرة الحكومة وقبلت الطلب".

ومن التغييرات المهمة لأسواق المال والأعمال وللاقتصاد بشكل عام الاتجاه نحو إقالة وزيرة البيئة «تيريز كوفي» التي أثارت منذ دخولها الوزارة انتقادات من مجموعات الأعمال والشركات لسعيها إلى تغيير الكثير من القواعد والتعهدات التي التزمت بها بريطانيا في سياق تنفيذ أهداف مكافحة التغير المناخي.
واعتبرها البعض، حتى في حزب المحافظين الحاكم قليلة الخبرة، وأن رئيس الحكومة أتى بها لأنها كانت تعمل معه في وزارة الخزانة حين كان «ريشي سوناك» يتولى الوزارة في حكومة «بوريس جونسون».

وإلى أن يتضح التشكيل النهائي للحكومة بعد التعديل الوزاري تظل الأسواق تراقب مقر الحكومة، في 10 داوننغ ستريت، بانتظار معرفة أي تغيير في الحقائب المتعلقة بالمالية والاقتصاد، وتأمل الأسواق وأصحاب الأعمال في أن يكون ذلك التغيير غير مؤثر على بيان وزير الخزانة في شأن الموازنة يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.