كارديف تصبح أول مجلس محلي في المملكة المتحدة يفرض رسوماً أعلى على مواقف المركبات الكبيرة

يهدف الرسم الإضافي إلى مواجهة الارتفاع الحاد في أعداد سيارات الدفع الرباعي والمركبات الكبيرة الأخرى التي تُعد «خطراً على مستخدمي الطريق الآخرين».

سيجبر مجلس مدينة كارديف السائقين الذين يمتلكون مركبات أكبر على دفع رسوم أعلى مقابل ركن سياراتهم، ليصبح بذلك أول سلطة محلية في المملكة المتحدة تفرض رسماً إضافياً على المواقف لمواجهة مخاطر المركبات الكبيرة.

صوّت أعضاء المجلس يوم الخميس بالموافقة على خطة جديدة لمواقف السيارات في المدينة، تنص على أن مالكي المركبات الكبيرة سيدفعون رسوماً أعلى للحصول على تصاريح الوقوف، لأن سياراتهم «تشغل مساحة أكبر وتشكل خطراً على مستخدمي الطريق الآخرين».

وتنص الخطة على أن المركبات التي يزيد وزنها الإجمالي عن 2,400 كيلوغرام ستخضع لرسوم إضافية «لتشجيع السائقين على التحول إلى مركبات أصغر»، على أن يُخفض هذا الحد لاحقاً إلى 2,000 كيلوغرام للمركبات غير الكهربائية.

وقد تصاعدت الانتقادات في السنوات الأخيرة ضد الزيادة الكبيرة في عدد المركبات الكبيرة على الطرق، لما تسببه من تلوث أكبر واحتمال أعلى لوقوع وفيات في حال حدوث تصادم.

وأظهرت الأبحاث أن سيارات الدفع الرباعي (SUVs)، التي تجمع بين خصائص السيارات العادية والمركبات المخصصة للطرق الوعرة، ارتفعت نسبتها من 3% إلى 30% من إجمالي السيارات خلال العقدين الماضيين.

وقال «أوليفر لورد»، رئيس منظمة «المدن النظيفة» في المملكة المتحدة، إن «مدناً أخرى في البلاد يمكن أن تتعلم من قيادة كارديف في هذا المجال».

وأضاف: «كارديف تُظهر رؤية حقيقية بمواجهتها لانتشار سيارات الدفع الرباعي الذي يسيطر على شوارعنا. من العدل أن يدفع من يقودون المركبات الأكبر والأثقل والأكثر تلويثاً رسوماً أعلى مقابل المساحة الإضافية والخطر الذي يتسببون به».

وتسير العاصمة الويلزية على خطى باريس، التي ضاعفت العام الماضي رسوم مواقف السيارات على المركبات الشبيهة بسيارات الدفع الرباعي، مما أدى إلى انخفاض عدد هذه المركبات في المواقف السطحية بمقدار الثلثين.

وجاء قرار كارديف بعد استشارة عامة أظهرت أن ثلثي المشاركين (66%) يوافقون على أن المركبات الأكبر يجب أن تدفع رسوماً أعلى مقابل تصاريح الوقوف.

وقال «دان دي آث»، عضو المجلس المسؤول عن النقل، إن سيارات الدفع الرباعي «أكبر بكثير من السيارات العادية، وتتسبب بتآكل أكبر في الطرق، لكن الأخطر من ذلك أنه إذا صدمت طفلاً أثناء قيادة مركبة ثقيلة، فإن احتمال وفاة ذلك الطفل يرتفع بشكل كبير جداً».

وأضاف: «لا نرى أنه من غير المعقول أن نطلب من الأشخاص الذين يقودون هذه الأنواع من المركبات دفع مبلغ أكبر قليلاً مقابل الأضرار التي تُلحقها بالطرق والمساحة الإضافية التي تشغلها. نحن لا نتحدث عن سيارات صغيرة الشكل تشبه الدفع الرباعي، بل عن المركبات الأمريكية الثقيلة جداً».

وختم قائلاً: «الأمر لا يتعلق بحظر شيء، بل بتشجيع الناس على تغيير سلوكهم تدريجياً».