كما أعلنت الشركة عن خطط لإضافة خدمات جديدة من سانت بانكراس إلى فرانكفورت وجنيف خلال السنوات القادمة.
أعلنت شركة يوروستار (Eurostar) أنها ستشغّل في المملكة المتحدة أول أسطول من القطارات مزدوجة الطابقين في تاريخ البلاد.
وقالت الشركة إنها ستشتري ما يصل إلى 50 قطارًا من طابقين لاستخدامها عبر شبكتها الكاملة، التي تشمل الخط الرابط بين محطة لندن سانت بانكراس (St Pancras) وباريس وبروكسل وأمستردام عبر نفق المانش (Channel Tunnel).
وقد أبرمت الشركة اتفاقًا بقيمة ملياري يورو (1.7 مليار جنيه إسترليني) مع شركة ألستوم (Alstom) لبناء هذه القطارات في مصانعها بفرنسا، حيث يقع مقرها الرئيسي.
وأكدت يوروستار طلبًا مبدئيًا لـ 30 قطارًا، مع خيار لشراء 20 قطارًا إضافيًا لاحقًا.
وسيُطلق على الأسطول الكهربائي بالكامل اسم "يوروستار سيليستيا (Eurostar Celestia)"، المشتق من الكلمة اللاتينية caelestis التي تعني "سماوي".
وبالمقارنة مع أسطول الشركة الحالي الذي يضم 17 قطارًا أحادي الطابق من طراز e320 من إنتاج شركة سيمنز (Siemens)، فإن القطارات الجديدة ستوفر مقاعد أكثر بنسبة 20%، كما سيكون أرضها أخفض وارتفاعها يزيد بمقدار 16 سنتيمترًا.
ولا تحتوي القطارات مزدوجة الطابقين على ضعف عدد المقاعد مقارنة بالأحادية، لأن جزءًا من المساحة يُخصص للسلالم الداخلية.
ولم يتم بعد تحديد تصميم الطلاء الخارجي للقطارات الجديدة.
قد يهمك: تعرف على تكلفة السفر عبر النفق من إنكلترا إلى فرنسا
وستعمل هذه القطارات إلى جانب طراز e320 الحالي، ما يعني أن أسطول يوروستار سيرتفع إلى 67 قطارًا كحد أقصى.
كما أعلنت الشركة عن خطط لإضافة خدمات جديدة من سانت بانكراس إلى فرانكفورت وجنيف خلال السنوات القادمة.
ومن المقرر أن تتسلم يوروستار أول قطارات سيليستيا في يناير/كانون الثاني 2031، على أن تبدأ الخدمات التجارية في مايو/أيار من العام نفسه.
تُعد القطارات مزدوجة الطابقين مشهدًا مألوفًا في القارة الأوروبية، لكن معظم شبكة السكك الحديدية البريطانية لا يمكنها استيعابها بسبب مشكلات مثل انخفاض ارتفاع الجسور وقرب المسافة بين القضبان.
لكن الخط السريع بين سانت بانكراس ونفق المانش بُني وفق المعايير الأوروبية، مما يتيح تشغيل القطارات الأعلى حجمًا عليه.
وقالت المديرة التنفيذية ليوروستار غويندولين كازناف (Gwendoline Cazenave) إن الشركة منحت العقد لشركة ألستوم لأنها أرادت الحصول على "قطارات مصممة خصيصًا في أسرع وقت ممكن"، لضمان أن تكون "في صدارة المنافسة" لتلبية الطلب المتزايد على السفر الدولي بالقطارات.
وأضافت أن هذا "الطلب التاريخي" جزء من استراتيجية النمو الطموحة لشركة يوروستار، التي تهدف إلى رفع عدد الركاب السنوي إلى 30 مليونًا بحلول السنوات القادمة، مقارنة بـ 19.5 مليونًا في عام 2024.
وأوضحت كازناف أن الركاب سيستمتعون بـ "تجربة مميزة" بفضل تحسينات تشمل مساحة أكبر للأرجل ومناطق إضافية للدراجات ومستخدمي الكراسي المتحركة، مشيرة إلى أن القطارات ستتضمن أيضًا "مساحات مفاجئة" لم تكشف تفاصيلها بعد.
وسيتمكن الركاب في جميع درجات السفر من اختيار الجلوس في الطابق العلوي أو السفلي دون فرق في السعر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ألستوم هنري بوبار لافارج (Henri Poupart-Lafarge) إن هذا الإعلان يعكس رغبة يوروستار في "دمج الأداء التقني والكفاءة الطاقية وراحة الركاب"، مضيفًا أن "هذا الجيل الجديد من القطارات، المصمم لتلبية متطلبات الحركة الدولية فائقة السرعة، يجسد رؤيتنا للتنقل الأوروبي المستدام والتنافسي".
وتخطط يوروستار لصيانة أسطولها الجديد والحالي في مستودع تمبل ميلز (Temple Mills) بشرق لندن، الذي سيتم تطويره بتكلفة تبلغ نحو 80 مليون يورو (70 مليون جنيه إسترليني).
ومن المتوقع أن تواجه يوروستار منافسة لأول مرة في تاريخها في تشغيل قطارات الركاب عبر نفق المانش.
ومن المرتقب أن تُعلن هيئة تنظيم السكك الحديدية البريطانية (Office of Rail and Road) خلال الأسابيع القادمة عن قرارها بشأن الشركة التي ستُمنح حق الوصول إلى مستودع تمبل ميلز، الذي يُعد عنصرًا حيويًا لتشغيل الخدمات.
وتضم الشركات المهتمة بإطلاق خدمات منافسة عبر النفق مجموعة فيرجن (Virgin Group) التابعة لرجل الأعمال الملياردير السير ريتشارد برانسون (Sir Richard Branson)، وشركة السكك الحديدية الإيطالية المملوكة للدولة (FS Italiane Group)، وشركة جيميني ترينز (Gemini Trains) التي يرأسها اللورد بيركلي (Lord Berkeley)، العضو في حزب العمال البريطاني.
تُعد شركة السكك الحديدية الفرنسية الوطنية (SNCF) المالك الأكبر ليوروستار، بينما باعت المملكة المتحدة حصتها في الشركة إلى شركات خاصة عام 2015 مقابل 757 مليون جنيه إسترليني.
COMMENTS