وصفها كتاب بعنوان Crap Town بأنها "قصة حزينة عن البطالة، وحمل المراهقات، وإدمان الهيروين، والجريمة، والعنف، والإهمال الذاتي المستشري".
قبل أكثر من عقدٍ من الزمان، تصدّرت "هَل Hull" قائمة "أسوأ 50 مكانًا للعيش في المملكة المتحدة".
وصفها كتاب بعنوان Crap Town بأنها "قصة حزينة عن البطالة، وحمل المراهقات، وإدمان الهيروين، والجريمة، والعنف، والإهمال الذاتي المستشري".
لكن اليوم، قفزت المدينة لتحتل مكانًا على قائمة أفضل 25 وجهة عالمية بحسب تصنيف مجلة ناشيونال جيوغرافيك.
ووفقًا للمجلة، فقد شهدت المدينة خلال السنوات العشر الماضية تحسّنًا "كبيرًا" وملموسًا.
وفي عام 2017، نالت المدينة، التي كانت تُعتبر "مظلومة التقدير"، لقب المدينة البريطانية للثقافة، وتم الاعتراف بها لما تحتويه من مواقع ثقافية مميزة مثل سفينة سبيرن لايت شيب والسفينة القطبية الشمالية كورسير.
كما حصل متحفها البحري على منحة قدرها 27.5 مليون جنيه إسترليني لترميمه وإبراز تراث المدينة البحري الذي يمتد إلى 800 عام، ومن المقرر إعادة افتتاحه عام 2026.
تقول المقيمة «سوزان هوغان»، التي سافرت إلى 79 دولة وزارت مدنًا مثل فانكوفر وريو دي جانيرو وهاواي، إنها ترى أن مدينتها "تستحق مكانتها".
وخلال تجوالها الخريفي في مارينا هل مرتديةً قميصًا من ديزني، قالت لـ هيئة الإذاعة البريطانية (BBC):
"الشيء الوحيد الذي تفتقده المدينة هو كرة صفراء كبيرة في السماء!"
من جانبه، عبّر «مايك روس»، زعيم المجلس البلدي، عن سعادته البالغة بهذا التكريم الأخير، واصفًا إياه بأنه "اعتراف قوي بمدى التقدّم الذي أحرزته المدينة".
وأضاف أن هذا الاعتراف يُبرز "العمل المذهل" الجاري في مختلف أنحاء "هَل"، بما في ذلك تجديد المتاحف، والسفن التاريخية، ومنطقة المارينا.
وتابع قائلًا:
"إنه دليل على الشغف والتفاني الذي يُظهره المجتمع المحلي وشركاؤنا الثقافيون وكل من يعمل لجعل هل مكانًا يرغب الناس بزيارته واستكشافه والعودة إليه."
إلا أن بعض السكان أُصيبوا بـ"الدهشة" إزاء اللقب العالمي الجديد الذي مُنح للمدينة الشمالية، إذ قال تيري كوك (66 عامًا):
"لو كانت القائمة تخص المملكة المتحدة أو إنجلترا فقط، لما تفاجأت كثيرًا، لكن كونها عالمية فهذا فعلاً مدهش."
أما الزوجان «دورين بارنز وكين بارنز»، فرغم اندهاشهما، تحدّثا بفخر عن مدينتهما قائلين إن فيها "الكثير لتقدّمه".
"المتاحف مذهلة – ومجانية. المباني جميلة. والمكان الذي نقف فيه الآن رائع الجمال."
بدوره، أعرب «شون» البالغ من العمر 60 عامًا عن "حيرته" من إدراج "هَل" في القائمة العالمية، لكنه وصف المدينة التي عاش فيها لما يقارب 40 عامًا بأنها "غير مخيفة".
وقال:
"قد لا يبدو هذا مديحًا، لكن بعض المدن الكبرى مثل ليدز ومانشستر قد تشعرك بالرهبة، بينما هل تعطيك إحساس مدينة كبيرة بحجم بلدة متوسطة، لا أكثر."
وجالسًا بالقرب من جسر مردوك كونكشن الذي يمتد فوق طريق A63، أضاف أن "هل" تتمتع بروح مجتمعية حقيقية.
وتحدث عن التحوّل الكبير الذي شهدته خلال الأعوام الـ25 التي عاشها فيها، مشيرًا إلى أن الأكواريوم الحائز على جوائز في الجوار مكان رائع لأخذ الأطفال إليه.
أما شريكته «دانييل مولان» فقالت:
"هذا مكاني المفضل في هَل. في يومٍ كهذا، والشمس مشرقة، وأنت تنظر إلى القوارب، تشعر أنك في أي مكانٍ آخر في العالم."
COMMENTS