حدّد الاتحاد الأوروبي مظلة تمويل سنوية تقارب 3.09 مليار جنيه إسترليني للبرنامج بين عامي 21 و27. وستبلغ مساهمة بريطانيا في عامي 27–28 نحو خُمس الرقم.
واجه «كير ستارمر» موجة غضب اليوم بعد أن سلّم الاتحاد الأوروبي مبلغ 570 مليون جنيه إسترليني لإعادة الانضمام إلى برنامج تبادل الطلاب «إيراسموس»، فاتحًا بذلك الباب أمام موجة محتملة من القادمين من تركيا وشمال أفريقيا.
وقد عبّر وزراء عن ابتهاجهم بالاتفاق الذي وصفوه بأنه «عادل ومتوازن»، على الرغم من التكلفة الباهظة التي لا تغطي إلا الفترة 2027–2029.
وعلى أساس سنوي، يعادل هذا المبلغ ضعف ما رفضه «بوريس جونسون» في عام 2021 باعتباره مكلفًا للغاية. وهو يساوي تقريبًا خُمس إجمالي مخصصات تمويل الاتحاد الأوروبي لبرنامج إيراسموس+، رغم إصرار الحكومة على أن جزءًا من الأموال سيُصرف على سفر الشباب البريطانيين.
ومما يثير القلق بحسب مانقلت وسائل اعلام بريطانية أن بروكسل بدأت بالفعل بالإشارة إلى أن «الخصم» البالغ 30% لن يتكرر، ما يعني أن التكلفة قد تصل إلى 810 ملايين جنيه إسترليني سنويًا في المستقبل.
وسيكون الطلاب القادمون من تركيا مؤهلين للقدوم إلى المملكة المتحدة في عام 2027، إذ تُعد تركيا عضوًا «شريكًا» في البرنامج. كما أعلنت بروكسل أنها ترغب في توسيع الترتيبات لتشمل دولًا مثل مصر والجزائر والمغرب.
وعندما كانت المملكة المتحدة مشاركة في البرنامج سابقًا، كان عدد الطلاب القادمين إليها أكبر بكثير من عدد الذين غادروا إلى أوروبا. وقد قلّل مساعدو الحكومة من مخاطر بقاء بعض الأشخاص بعد انتهاء تأشيراتهم، بعد وصولهم إلى بريطانيا للدراسة في دورات تتراوح مدتها بين شهرين و12 شهرًا.
إلا أن حزب المحافظين اتهم رئيس الوزراء بـ: «تعريض بريطانيا لمختلف أنواع المخاطر» في محاولته «استرضاء» الاتحاد الأوروبي.
ومن شأن هذا الاتفاق الدراماتيكي أن يؤجّج المخاوف من أن السير كير يعمل على تفكيك بريكست تدريجيًا، بعدما حمّل قطع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي مسؤولية الأداء الضعيف للاقتصاد. ويُنظر إلى الاتفاق على أنه خطوة أولى نحو ما يسمى باتفاق «حرية تنقل الشباب» الذي يطالب به الاتحاد الأوروبي.
The United Kingdom is coming back to Erasmus+ 🇪🇺🇬🇧
— European Commission (@EU_Commission) December 17, 2025
We have concluded negotiations for the United Kingdom’s association to Erasmus+ in 2027, making further steps in our renewed EU-UK Strategic Partnership.
More ↓https://t.co/tFXdnhWjXN pic.twitter.com/z7tWftjsfd
وقبيل الموازنة، دفعت «رايتشل ريفز» باتجاه اتفاق «طموح» لهجرة الشباب مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزيرة الخزانة إن برنامج تبادل للشباب العاملين سيكون «جيدًا للاقتصاد، وجيدًا للنمو، وجيدًا للأعمال».
واليوم، زارت غرانغماوث في فالـكيرك، اسكتلندا، للإعلان عن حزمة دعم بقيمة 150 مليون جنيه إسترليني لحماية 500 وظيفة في الموقع.
كما ألمحت شخصيات عمالية بارزة إلى احتمال الانضمام إلى اتحاد جمركي، رغم أن داونينغ ستريت نفى ذلك حتى الآن.
وشهدت الفترة الماضية مفاوضات مكثفة حول «الشروط المالية المتفق عليها بشكل متبادل» للمشاركة في البرنامج، الذي انسحبت منه المملكة المتحدة في عهد «بوريس جونسون».
ويُعتقد أن المملكة المتحدة دفعت باتجاه خصم بنسبة 50% من رسوم العضوية، التي تُحتسب على أساس الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
إلا أن السير كير تراجع بعدما عرض الاتحاد الأوروبي خفضًا بنسبة 30% فقط في السنة الأولى.
وأضافت: «حزب العمال يعرّض بريطانيا لمختلف أنواع المخاطر في محاولته الضعيفة لاسترضاء الاتحاد الأوروبي».
وقال وزير حكومة الظل «أليكس بورغهارت»: «كانت إعادة انضمام المملكة المتحدة إلى إيراسموس مطلبًا كبيرًا من بروكسل، ويبدو أن كير ستارمر قد خضع للاتحاد الأوروبي دون أن يحصل على أي مقابل مقابل 500 مليون جنيه إسترليني من أموالنا، تمامًا كما فعل في ملف حقوق الصيد.
برنامج إيراسموس أكثر كلفة بكثير من برنامج تورينغ الذي أُطلق بعد بريكست، والذي أفاد عددًا أكبر من البريطانيين. وكان تورينغ برنامجًا عالميًا، لا مخططًا قائمًا على شيك مفتوح لبروكسل.
إن إعادة الانضمام إلى إيراسموس، وإعادة فتح التكامل المكلف في مجال الطاقة، والاقتراب مجددًا من الأطر التنظيمية للاتحاد الأوروبي، يبدو أقل براغماتية وأكثر تعبيرًا عن أيديولوجيا مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
لقد صوّت الشعب البريطاني في عام 2016 لاستعادة السيطرة، ونهج حزب العمال يُظهر تجاهلًا مقلقًا لذلك القرار الديمقراطي».
وسابقًا، كان عدد الطلاب القادمين إلى المملكة المتحدة أكبر بكثير من عدد المتجهين إلى الاتحاد الأوروبي، ما جعل التكلفة الصافية أعلى من المساهمة. إلا أن المؤيدين يؤكدون وجود فوائد أوسع للاقتصاد.
وفي عهد جونسون، انسحبت المملكة المتحدة من إيراسموس، وأطلقت برنامج تورينغ كبديل محلي، والذي كان يمول فقط سفر الطلاب البريطانيين إلى الخارج، بتكلفة بلغت 105 ملايين جنيه إسترليني في عامي 2024–2025 لـ43,200 فرصة.
وقال جونسون في عام 2021 إن البقاء في برنامج الاتحاد الأوروبي كان سيعني تكلفة صافية قدرها مليارا جنيه إسترليني على مدى سبع سنوات.
وكان ذلك يعادل تكلفة سنوية تقارب 285 مليون جنيه إسترليني، أي نصف ما يبدو أن الحكومة وافقت عليه الآن، رغم تأكيد مصادر حكومية أن نطاق البرنامج أوسع بكثير.
وفي عام 2020، وهو آخر عام شاركت فيه المملكة المتحدة في إيراسموس، تلقى البرنامج تمويلًا من الاتحاد الأوروبي قدره 126 مليون جنيه إسترليني لمشاركة 55,700 شخص في مشاريع مختلفة.
وقد أرسلت المملكة المتحدة 9,900 طالب ومتدرب إلى دول أخرى في ذلك العام الأكاديمي، بينما جاء إليها 16,100 طالب.
وحدّد الاتحاد الأوروبي مظلة تمويل سنوية تقارب 3.09 مليارات جنيه إسترليني للبرنامج بين عامي 2021 و2027. وستبلغ مساهمة بريطانيا في عامي 2027–2028 نحو خُمس هذا الرقم.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ترغب في توسيع برنامج إيراسموس+ ليشمل عددًا من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن توجه أوسع للشراكات.
ولم تُحسم الخطط بعد، وليس من الواضح ما إذا كان يمكن إدراج هذه الدول ضمن الترتيبات لاحقًا خلال هذا العقد.
وتُعد تركيا شريكًا قديمًا في البرنامج، حيث استخدمه نحو 52,000 طالب العام الماضي.
وأجرى السيد «توماس-سيموندز »محادثات مع مفوض الاتحاد الأوروبي «ماروش شيفتشوفيتش» في بروكسل الأسبوع الماضي، مع اقتراب الموعد النهائي لانضمام المملكة المتحدة في الوقت المناسب لعام 2027.
وبحسب الحكومة، قد يستفيد أكثر من 100,000 بريطاني من البرنامج في عامه الأول وحده.
وإلى جانب تبادل الدراسة الجامعية، سيسمح إيراسموس+ لطلاب التعليم الإضافي والمتدربين المهنيين بالحصول على فرص تدريب عملي في شركات أوروبية.
كما ستتاح فرص تبادل للمتعلمين البالغين، ومجموعات المدارس، ومدربي الرياضة، إضافة إلى إتاحة فرص المرافقة الوظيفية والتدريب في الخارج لموظفي قطاع التعليم.
ويهدف الوزراء إلى تعظيم الاستفادة من البرنامج، خصوصًا بين الفئات المحرومة، من خلال العمل مع المؤسسات والشباب.
وسيتم إنشاء وكالة وطنية بريطانية لإدارة البرنامج.
وقد رحّبت الجامعات البريطانية بالاتفاق.
وقال «تيم برادشو»، الرئيس التنفيذي لمجموعة راسل: «نحن سعداء للغاية بانضمام المملكة المتحدة إلى إيراسموس+.
فمع نطاق أوسع من البرامج السابقة، يفتح إيراسموس+ فرصًا رائعة للطلاب والمتعلمين البالغين والشباب للاستفادة من تجارب جديدة وفرص تعلم.
كما سيجدد الإسهامات الكبيرة التي يقدمها طلاب وموظفو الاتحاد الأوروبي لحياة جامعاتنا».
وقال «إيان سولوم»، المتحدث باسم الجامعات في الحزب الليبرالي الديمقراطي: «رغم أن هذا تطور مرحب به، فإنه يجب النظر إليه بوصفه خطوة أولى حاسمة ضمن خريطة طريق واضحة نحو علاقة أوثق مع أوروبا.
بدءًا من التفاوض على اتحاد جمركي مخصص بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، والالتزام ببرنامج تنقل شبابي يعود بالنفع على الجيل القادم»
COMMENTS