$type=grid$count=3$m=0$sn=0$rm=0

أحدث المواضيع$type=three$m=0$rm=0$h=400$c=3

$type=slider$count=3$rm=0

إن حاولنا حسابها كرقم — كم تساوي الجنسية البريطانية فعلًا؟

SHARE:

من يحمل الجنسية البريطانية لا يعيش في بريطانيا فقط، بل يعيش في عالم مفتوح، تحرسه دولة يعرفها العالم جيدًا.

SMP
SMP





ليست كل الجنسيات تُقاس بالمال، لكن بعضها يُقاس بالطمأنينة.
تلك الورقة الصغيرة الزرقاء التي تحمل شعار التاج البريطاني ليست مجرد جواز سفر، بل هي تصريح بالحرية، وبطاقة عبور نحو عالم لا يعرف الخوف من التأشيرات ولا القوانين المؤقتة.
هي لحظة يتحوّل فيها الإنسان من "مُقيم ينتظر القرار" إلى "مواطن يكتب القرار".


ولكن... إن حاولنا حسابها كرقم — كم تساوي قيمة الجنسية البريطانية فعلًا؟ "القيمة وليس الرسوم والتكاليف المذكورة في تقرير منفصل هنا"

هل يمكن تقدير قيمتها المادية والسياسية والإنسانية؟


ليس من حيث الأوراق والرسوم فقط، بل من حيث ما تصرفه الدولة على الإنسان قبل أن يصبح مواطنًا، وما تزرعه في حياته من أمن، وتعليم، وصحة، وسكن، وكرامة.

لقد تناولنا في هذا البحث التكلفة المباشرة التي يواجهها المتقدّم للجنسية عبر الرسوم والإجراءات الطويلة، ثم انتقلنا إلى جانب: تكلفة الدعم الحكومي الهائلة التي تتحمّلها الدولة تجاه اللاجئين والمقيمين خلال سنوات الإقامة، بما يشمل السكن، الرعاية الصحية، التعليم، المساعدات الشهرية، وبرامج الاندماج الاجتماعي والثقافي.

كما تطرّقنا إلى الكلفة الحقيقية لمن ينال الجنسية بعد رحلة لجوء شاقة، وإلى العبء الاقتصادي والاجتماعي الذي تتحمّله الدولة والمجتمع في سبيل إعادة بناء حياة كاملة لإنسان يبدأ من الصفر. وهي نفقات تفوق في حجمها ما تسجّله الميزانيات الرسمية، خصوصًا إذا ما أُخذ في الحسبان أثر الفقر المؤقت، والتشرد، والسنوات الانتقالية التي تُستنزف فيها موارد بشرية ومؤسسية ضخمة.

واستند هذا التحليل إلى معلومات ومعطيات موثوقة صادرة عن مؤسسات بريطانية مرموقة، أبرزها:

  1. جامعة أكسفورد / Migration Observatory،
  2. الهيئة الحكومية للمراجعة والمساءلة (ICAI)،
  3. مكتبة البرلمان البريطاني (House of Commons Library)،
  4. والصليب الأحمر البريطاني بالتعاون مع كلية لندن للاقتصاد (LSE).



هذا التقرير أعدته مدونة الحياة في المملكة المتحدة يجيب، بالأرقام، والوقائع، وبنظرة أعمق من مجرد الأوراق الرسمية.


الطريق إلى الجنسية البريطانية

تختلف طرق الوصول إلى الجنسية من شخص لآخر، لكن جميعها تمر عبر اختبار الزمن والاستقرار:

1- اللجوء الإنساني

يحصل اللاجئ على الإقامة المؤقتة أولاً، ثم الدائمة بعد خمس سنوات من العيش المستقر دون مخالفات، وبعد عام إضافي يصبح مؤهلاً للتجنيس.
كل ذلك دون أن يدفع مقابل مباشر، ولكن مقابل تحمل الانتظار الطويل، وتحت رعاية كاملة من الدولة.

2- المهاجر الاقتصادي أو طالب العمل

يبدأ بتأشيرة عمل أو دراسة، يدفع ضرائب، يؤمّن على نفسه، ويعيش حياة إنتاجية كاملة. بعد خمس سنوات من العمل القانوني المستمر، يتأهل بدوره للإقامة الدائمة، ثم للجنسية بعد عام - حتى تاريخه، حيث تنوي الحكومة البريطانية تمديد الفترة لعشر سنوات.

3- الاستثمار وتشغيل الأموال

حتى عام 2022، كانت هناك تأشيرة المستثمر (Tier 1 Investor Visa)، تمنح طريقًا أسرع للجنسية عبر استثمار يبدأ من 2£ مليون، ويختصر المدة إلى سنتين أو ثلاث. أُلغيت لاحقًا لأسباب سياسية، لكنها تبقى مرجعًا لتقدير القيمة الاقتصادية للجنسية.


التكلفة غير المباشرة للجنسية البريطانية

رغم أن الجنسية لا تُشترى رسميًا، إلا أن الدولة تنفق أو تستفيد بمبالغ ضخمة خلال رحلة كل مقيم.

تكلفة اللاجئ (على الدولة):

المساعدات والمعيشة: 13,000£–20,000£ خلال خمس سنوات.
السكن: 42,000£–72,000£.
الرعاية الصحية (NHS): £10,000–£15,000.
تعليم الأطفال: 60,000£–80,000£.
الإجمالي التقريبي: بين 120,000£ و190,000£ لعائلة صغيرة خلال خمس سنوات.

المهاجر الاقتصادي: يدفع ضرائب سنوية قد تصل إلى 20,000£، أي نحو 100,000£ في خمس سنوات، دون دعم حكومي.

المستثمر: يبدأ استثماره من 2£ مليون إلى 10£ ملايين، مقابل إقامة أسرع وامتيازات مالية وتجارية واسعة.




القيمة المعنوية والسياسية

الجنسية البريطانية ليست مجرد وثيقة، بل درع قانوني يحمي من الخوف الدائم من القوانين المتغيرة.

- تحرر من القلق والإجراءات

لا خوف من رفض تجديد الإقامة أو تغيّر شروط العمل أو العودة بعد السفر الطويل. الجنسية تمنح الأمان القانوني والنفسي الدائم.

- مكانة دولية محترمة

جواز يحمل ثقلاً دبلوماسيًا ضخمًا؛ السلطات في الخارج تتعامل مع حامله باحترام خاص.
وفي حالات الطوارئ، تتدخل السفارات البريطانية بسرعة وكفاءة عالية.

رمزية اجتماعية وإنسانية

الجنسية البريطانية تُعد ختمًا للاستقرار والاندماج، ورسالة بأن حاملها أصبح جزءًا من منظومة تحترم الحقوق والكرامة.


القيمة الاقتصادية العالمية للجنسية البريطانية


لو افترضنا أن بريطانيا تقدم برنامج "جنسية مقابل استثمار" مثل أوروبا، فبناءً على قوة جوازها، استقرارها، ونفوذها الدولي، ستكون ضمن الفئة العليا من حيث القيمة:

بكلمات بسيطة:

لو كانت الجنسية البريطانية تُشترى، لكانت قيمتها الواقعية بين 1.5£ و3.5£ مليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 1.8 إلى 4 ملايين دولار أمريكي.





تجدر الإشارة إلى أن الأرقام السابقة لا تشمل النفقات الجانبية الضخمة التي تتحملها الدولة والمنظمات غير الحكومية والكنائس والجمعيات الخيرية.
فهناك مساعدات إضافية تقدم بصورة منتظمة للاجئين والمقيمين ذوي الدخل المحدود، تشمل المنح الدراسية التي لا تُرد، والدعم الاجتماعي الطارئ، وبرامج الاندماج والتأهيل الثقافي التي تُصرف عليها سنويًا مليارات الجنيهات.
كما لم يُحتسب في تلك الأرقام التعويض التقاعدي المبكر، ومخصصات العجز المرضي، وبدلات التنقل، والمصاريف المخصصة لرفاهية الأفراد، إضافة إلى دور الرعاية ومراكز التعليم الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة التي تُموَّل جزئيًا أو كليًا من المال العام.
وإلى جانب ذلك، تتحمل الحكومة تكاليف برامج الدعم النفسي، والرعاية الاجتماعية، والإسكان المخصص للفئات الحساسة (Supported Accommodation)، وكذلك تمويل التدريب المهني ولغات الاندماج (ESOL) الذي يستهدف تمكين المهاجرين من دخول سوق العمل.
وإذا جُمعت هذه المصاريف الجانبية على مدى خمس إلى سبع سنوات، فإنها قد ترفع الكلفة الفعلية لكل أسرة لاجئة إلى ما يتجاوز 250,000£، أي ما يعادل استثمارًا كبيرًا في حياة جديدة تصنعها الدولة من الصفر.



تفاصيل مهمة أخرى!

حق التصويت: يحق للمواطن البريطاني التصويت والترشح، حتى لو عاش خارج البلاد أكثر من 15 سنة (بعد تعديل قانون 2024).

الجنسية المزدوجة: بريطانيا تسمح بها في أغلب الحالات، بشرط أن يسمح بلدك الأصلي أيضًا.

الضرائب والإرث: الجنسية ترتبط بحقوق قانونية في الإرث وملكية العقارات حول العالم، وقد تتطلب تنظيمًا ضريبيًا دقيقًا للأصول الخارجية.

الجالية البريطانية في الخارج: أكثر من 5 ملايين مواطن بريطاني يعيشون خارج المملكة المتحدة — رقم ضخم يبرهن على ثقة الناس بجنسيتهم.

تغيرات القوانين: رغم أن الجنسية تمنح الحماية من تغييرات الهجرة، إلا أن سياسات التجنيس نفسها تتبدّل دوريًا لتصبح أكثر صرامة في تقييم “حُسن السلوك” وطرق الدخول.



ليست الجنسية البريطانية ورقة زرقاء تُختم في المطار، بل عقد ثقة بين الفرد والدولة.
هي انتقال من الخضوع للقانون إلى المشاركة في صناعته.
هي تذكرة لا تفتح لك حدود العالم فحسب، بل تغلق خلفك أبواب القلق.
من اللاجئ إلى المستثمر، من الطالب إلى العامل، تبقى النهاية واحدة:

من يحمل الجنسية البريطانية لا يعيش في بريطانيا فقط، بل يعيش في عالم مفتوح، تحرسه دولة يعرفها العالم جيدًا.

COMMENTS

Loaded All Posts Not found any posts VIEW ALL Readmore Reply Cancel reply Delete By Home PAGES POSTS View All RECOMMENDED FOR YOU LABEL ARCHIVE SEARCH ALL POSTS Not found any post match with your request Back Home Sunday Monday Tuesday Wednesday Thursday Friday Saturday Sun Mon Tue Wed Thu Fri Sat January February March April May June July August September October November December Jan Feb Mar Apr May Jun Jul Aug Sep Oct Nov Dec just now 1 minute ago $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago Followers Follow THIS PREMIUM CONTENT IS LOCKED STEP 1: Share to a social network STEP 2: Click the link on your social network Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content