الرياح القطبية في طريقها إلى المملكة المتحدة... انخفاض حاد في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

يُنتظر أن تشهد البلاد تحوّلاً ملموساً في الطقس مع بداية تدفق الرياح الباردة القادمة من القطب الشمالي.

بعد النصف الأول المعتدل والجاف من شهر أكتوبر/تشرين الأول، باغتت عطلة نهاية الأسبوع الممطرة الكثيرين، إذ سجلت مناطق واسعة من المملكة المتحدة يوم الأحد كميات من الأمطار فاقت ما هطل خلال بقية الشهر حتى الآن.

ووفقاً لتقارير الأرصاد الجوية، من المتوقع أن تبقى الأجواء معتدلة وغائمة خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، مع استمرار مرور الجبهات الأطلسية الماطرة القادمة من الغرب، لتبلغ ذروتها ليلة الأربعاء، حيث يُتوقع هطول أمطار غزيرة ورياح قوية.

إلا أن هذه الموجة الماطرة ستفسح المجال لاحقاً لانخفاض حاد في درجات الحرارة، إذ يُنتظر أن تشهد البلاد تحوّلاً ملموساً في الطقس مع بداية تدفق الرياح الباردة القادمة من القطب الشمالي.

لماذا هذا التغير المفاجئ؟

التفسير العلمي يعود إلى تغيّر اتجاه الرياح. فمع نهاية الأسبوع، ستتحرك منطقة ضغط منخفض نحو شمال شرق البلاد، ما سيؤدي إلى تحول الرياح من غربية معتدلة إلى شمالية باردة.

هذه الرياح القطبية، القادمة من مناطق أشد برودة في هذا الوقت من العام، ستجعل درجات الحرارة تنخفض من معدلات أعلى من المتوسط بنحو درجتين إلى ثلاث، إلى معدلات أدنى منه بعدة درجات.

كما تلعب سرعة الرياح دوراً إضافياً في الإحساس بالبرد، إذ ستجعل درجات الحرارة النهارية تبدو وكأنها في حدود أرقام أحادية منخفضة. غير أن هذه الرياح ستحدّ من الانخفاض الحاد ليلاً، ما يعني تشكّل صقيع خفيف في المناطق الريفية بدلاً من صقيع شامل أو قاسٍ، رغم الإحساس العام بالبرودة.

كم ستستمر الموجة الباردة؟

يتوقع أن تبدأ الأجواء الباردة بالتمدد جنوباً اعتباراً من يوم الخميس، على أن يشعر معظم سكان المملكة المتحدة بالبرد الواضح من الجمعة وحتى الثلاثاء المقبل. ومع منتصف الأسبوع القادم، يُتوقع أن تعود الرياح الغربية مجدداً، لتجلب معها طقساً أكثر اعتدالاً.

هل يُعد هذا الطقس غير اعتيادي؟

على الإطلاق. فمثل هذه التقلبات تُعد طبيعية في هذا الوقت من العام، لكنها ستبدو مفاجئة للكثيرين بعد أسابيع طويلة من الطقس المعتدل.

هل هناك فرص لتساقط الثلوج؟

تشير التوقعات إلى احتمال تساقط زخات ثلجية على المرتفعات الاسكتلندية التي يتجاوز ارتفاعها 400 متر خلال عطلة نهاية الأسبوع. أما في بقية المناطق الشمالية، فقد تمتزج بعض الزخات بعناصر شتوية لكنها ستسقط في الغالب على شكل أمطار.

وماذا عن الأخبار الجيدة؟

رغم البرودة والرياح الملحوظة، إلا أن الأجواء ستكون أكثر جفافاً وإشراقاً مقارنة ببداية الأسبوع، مع فرص واسعة لظهور شمس خريفية جميلة تُضفي على الطقس لمسة منعشة ومشرقة.