سيارات الأجرة الذاتية القيادة في شوارع لندن اعتبارًا من العام المقبل

أوضحت الشركة أن سياراتها ستبدأ التجول في شوارع لندن خلال الأسابيع المقبلة، على أن تكون البداية بوجود "سائقين احتياطيين" خلف المقود.

تستعد العاصمة البريطانية لندن، المعروفة بسيارات الأجرة السوداء الشهيرة، لتصبح أول مدينة أوروبية تُشغِّل سيارات أجرة بدون سائق، في خطوة تعكس تطورًا نوعيًا في مجال النقل الذكي.

وأعلنت شركة Waymo، الرائدة في تكنولوجيا السيارات الذاتية القيادة، أن سياراتها ستبدأ بالعمل في شوارع لندن اعتبارًا من العام المقبل، بعد أن أصبحت الخدمة مألوفة في مدن مثل سان فرانسيسكو وطوكيو.

ورغم الزخم الإعلامي حول هذه الخطوة، قلل «ستيف ماكنمارا»، الأمين العام لرابطة سائقي سيارات الأجرة المرخصين في لندن، من أهميتها، مؤكدًا أنه غير قلق من مستقبل المهنة.

وقال في تصريحات لشبكة سكاي نيوز:

"هل سأكون قلقًا بعد 25 عامًا؟ ربما. لكن حاليًا لست قلقًا إطلاقًا. إنها مجرد فكرة استعراضية، حلٌّ لمشكلة غير موجودة أصلًا. من الذي يحتاج إلى سيارة أجرة بلا سائق؟"

وأضاف ماكنمارا أنه لا يتوقع أن يثق سكان لندن بهذه السيارات، ناهيك عن السماح لأطفالهم باستخدامها للذهاب إلى المدرسة.

وفي المقابل، أكدت شركة Waymo أن خدماتها أثبتت نجاحها في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها تُقدّم مئات الآلاف من الرحلات أسبوعيًا، وتجاوزت حاجز 10 ملايين رحلة ذاتية القيادة بالكامل منذ إطلاقها للجمهور.

وقال متحدث باسم الشركة:

"هذا النمو يعكس ثقة متزايدة من المستخدمين وحبًّا حقيقيًا للخدمة في المناطق التي نعمل فيها. نحن متحمسون لتقديم تجربة Waymo الآمنة والموثوقة لسكان لندن قريبًا."

 

وأوضحت الشركة أن سياراتها ستبدأ التجول في شوارع لندن خلال الأسابيع المقبلة، على أن تكون البداية بوجود "سائقين احتياطيين" خلف المقود لأسباب تتعلق بالسلامة.

وتعمل Waymo حاليًا بالتنسيق مع وزارة النقل البريطانية وهيئة النقل في لندن للحصول على التصاريح اللازمة لتشغيل الرحلات الذاتية بالكامل بحلول عام 2026، وذلك بعد استكمال الحكومة البريطانية لوائح تنظيم المركبات الذاتية القيادة ومنح الضوء الأخضر الرسمي للتشغيل.

كما تخطط شركتا Uber وWayve البريطانية لإطلاق تجارب مماثلة في العاصمة خلال العام المقبل، في إطار سباق متسارع نحو اعتماد النقل الذاتي في المدن الكبرى.

وكانت وزيرة النقل «هايدي ألكسندر» ووزير التكنولوجيا آنذاك «بيتر كايل» قد أعلنا في يونيو/حزيران الماضي عن خطة حكومية لإطلاق تجارب السيارات الذاتية في شوارع إنجلترا بحلول ربيع عام 2026، مشيرين إلى أن هذه الخطوة قد تُسهم في خلق نحو 40 ألف وظيفة، وتعزيز سلامة الطرق، وإضافة مليارات الجنيهات للاقتصاد البريطاني.

ورغم التقدم التقني الكبير، واجهت Waymo سلسلة من الحوادث المثيرة للجدل في الولايات المتحدة.

ففي سبتمبر/أيلول الماضي، التقطت كاميرات الشرطة سيارة أجرة تابعة للشركة تقوم بالتفاف غير قانوني أمام الضباط مباشرة، ما دفع شرطة سان برونو إلى التعليق بأنها لم تتمكن من تحرير مخالفة "لعدم وجود سائق بشري".

وفي حادثة أخرى، كاد أحد الركاب أن يفوّت رحلته الجوية بعدما استمرت سيارته الذاتية القيادة بالدوران في حلقة مفرغة داخل ساحة انتظار سيارات، بينما كانت عجلة القيادة تدور بسرعة في مشهد التُقط في مقطع فيديو انتشر على الإنترنت.

كما اضطرت الشركة العام الماضي إلى تعديل أسطول كامل من سياراتها بعد شكاوى السكان من أصوات أبواق السيارات التي كانت تصدر طوال الليل أثناء عودتها إلى الموقف الرئيسي أو انطلاقها منه، حتى أن أحد السكان بثّ مشهد الموقف مباشرة على الإنترنت، وجذب البث آلاف المشاهدات من مختلف أنحاء العالم.

بهذه الخطوة، تضع لندن نفسها في صدارة التجارب الأوروبية في مجال النقل الذاتي، في وقتٍ يتجدد فيه النقاش حول مدى استعداد المدن والمجتمعات لتقبّل مستقبل يخلو من السائقين.