السجن لعصابة رومانية أدينت باغتصاب عشر نساء في دندي

خلال المحاكمة التي استمرت ستة أسابيع، استمعت هيئة المحلفين إلى شهادات صادمة من الضحايا، معظمهن كن يعانين من ظروف شخصية صعبة.

ألكسندرا بوغونيا (أعلى اليسار)، كاتالين دوبري (أسفل اليسار)، كريستيان أورلاتينو (أعلى اليمين)، ريموس ستان (أسفل اليمين) وزعيم العصابة ماريان كومباناسويو (في الوسط)

قضت محكمة بريطانية بالسجن على عصابة رومانية لاستدراج النساء واستغلالهن جنسيًا، بعد إدانتهم باغتصاب عشر نساء والاعتداء عليهن في عدد من الشقق بمدينة دندي الأسكتلندية، بين عامي 2021 و2022.

العصابة التي ضمت أربعة رجال وامرأة، كانت تُخدّر ضحاياها – تتراوح أعمارهن بين 16 و30 عامًا – بالمخدرات والكحول، قبل استغلالهن جنسيًا.

وتبين أن العصابة يقودها ماريان كومباناسويو (38 عامًا)، المعروف بلقب "القواد الذي يغمز ويبتسم بخبث"، إلى جانب كل من ريموس ستان (35 عامًا)، كريستيان أورلاتيانوا (41 عامًا)، كاتالين دوبري (45 عامًا)، وألكسندرا بوجونيا (35 عامًا). وقد أُدينوا جميعًا بثلاثين تهمة أمام المحكمة العليا في غلاسكو.

سرير داخل بيت الدعارة في شارع برايت، دندي

وحكم القاضي اللورد سكوت على المتهمين بالسجن لمدد متفاوتة:

24 عامًا لكومباناسويو، 20 عامًا لأورلاتيانوا، 12 عامًا لستان، 10 أعوام لدوبري، و8 أعوام لبوجونيا.

وقال القاضي في حيثيات الحكم إن المتهمين "حاولوا التقليل من جرائمهم والتهرب من المسؤولية"، مضيفًا:

"لقد استغللتم هشاشة ضحاياكم بتزويدهن بإمدادات غير منتهية من الكوكايين الصخري المجاني، ثم حولتم ضعفهن إلى وسيلة لإشباع رغباتكم الجنسية، وأحيانًا لتحقيق مكاسب مالية. ظننتم أن أنماط حياتهن المرتبطة بالمخدرات ستحميكم من الإبلاغ أو الملاحقة، لكنكم كنتم مخطئين."

 

وأشار القاضي إلى أن العصابة استخدمت ضعف الضحايا لتقويض مصداقيتهن، مؤكدًا:

"ربما اعتقدتم أن لا أحد يهتم بهن، وأن بإمكانكم فعل ما تشاؤون دون عواقب. لكن كل واحدة منهن وجدت الشجاعة لتقف أمام المحكمة وتدلي بشهادتها."

 

ورجّح القاضي أن يصدر قرار من وزارة الداخلية البريطانية بترحيل أفراد العصابة إلى بلادهم بعد انتهاء محكومياتهم.

وكان ثلاثة من المتهمين – أورلاتيانوا ودوبري وبوجونيا – قد فرّوا من البلاد قبل محاكمتهم، لكن جرى تعقبهم وتسليمهم إلى أسكتلندا من بلجيكا وجمهورية التشيك لمحاكمتهم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وخلال المحاكمة التي استمرت ستة أسابيع، استمعت هيئة المحلفين إلى شهادات صادمة من الضحايا، معظمهن كن يعانين من ظروف شخصية صعبة.

أُدين كومباناسويو بعشر تهم اغتصاب، وأورلاتيانوا بست تهم، إلى جانب إدانة كومباناسويو أيضًا بتهمة الاتجار بالبشر لإجباره امرأة على الدعارة، وبإدارة بيوت دعارة. كما أُدين ستان بأربع تهم اغتصاب، ودوبري باثنتين، وبوجونيا بتهمة اغتصاب واحدة وأخرى تتعلق بنشاط جنسي غير قانوني.

كشفت القضية بعد عملية نفذتها شرطة أسكتلندا للتحقيق في شبكات الاتجار بالنساء من أوروبا الشرقية إلى دندي لأغراض الدعارة، ليتبين لاحقًا أن العصابة كانت تستدرج أيضًا نساء محليات ضعيفات بتقديم الهدايا والمخدرات لهن.

كان بعض أفراد العصابة يعملون في وظائف قانونية مثل توصيل الطعام، لكنهم في الوقت نفسه كانوا يستغلون عملهم لاستدراج نساء جديدات. وقد أُجبرت الضحايا على ممارسة الجنس مع أفراد العصابة، وتلقين وعودًا بالحصول على مخدرات أو أموال مقابل جلب صديقاتهن إلى الشقق.

وورد في التحقيق أن الضحايا أُجبرن على تناول الويسكي والكوكايين الصخري، والمشاركة في ما سُمي "ألعابًا جنسية".

ووُصف كومباناسويو بأنه "قواد مغرور وسادي"، فيما نشرت النيابة العامة لاحقًا مقطع فيديو التُقط له في سيارته وهو يغني أغنية P.I.M.P للمغني الأمريكي 50 سنت.

إحدى الضحايا قالت إنها أُجبرت على الدعارة بعد أن أنشأ كومباناسويو وستان ملفًا لها على موقع إلكتروني، وأخذاها للقاء رجال لممارسة الجنس مقابل المال، قبل أن يوبخها كومباناسويو لاحقًا لأنها لم تجنِ ما يكفي من الأرباح.

وعُثر في هاتفه على مقطع فيديو يظهر الضحية وهي تتسلق شجرة، مهددًا إياها بقوله:

"بما أنك لا تجنين المال، ستبقين فوق الشجرة طوال اليوم."

كما أقدم هو وستان على اغتصابها لاحقًا.

وقعت عمليات الاغتصاب في عقارات في دندي

إحدى الضحايا وصفته بأنه "لا يتوقف أبدًا"، وأخرى قالت إنها شعرت "بالاشمئزاز" منه.

أما بوجونيا، التي كانت تعمل بالدعارة في دندي، فأقرت بإقامة "حفلات جنسية" في شقتها وقالت إنها كانت "مرحة"، لكن إحدى الضحايا أكدت أنها شاهدتها شبه عارية تشارك صديقها آنذاك أورلاتيانوا في عملية اغتصاب.

وعندما سُئلت بوجونيا إن كانت قد شاركت في أي اعتداء جنسي، ردت قائلة:

"أنا امرأة، لماذا أخطط لاغتصاب امرأة أخرى؟"

لكن المحكمة لم تقتنع بتبريراتها، معتبرة أن تصرفاتها – سواء كانت عن قصد أم لا – ساعدت العصابة على استدراج الضحايا وإيهامهن بالأمان.

وقال القاضي إن كومباناسويو "كذب، وأنكر، ولم يُبدِ أي ندم أو إدراك لحجم جرائمه"، مؤكدًا أنه يشكل "خطرًا حقيقيًا على النساء"، وأنه كان المحرك الرئيسي في استهداف الضحايا وتزويدهن بالمخدرات.

قُسمت عقوبته إلى 20 عامًا سجنًا فعليًا و4 سنوات رقابة مشددة، بينما حُكم على أورلاتيانوا بـ18 عامًا سجنًا فعليًا وسنتين رقابة إضافيتين.

أما بوجونيا، فانهارت بالبكاء عند صدور حكم سجنها لثماني سنوات، بعد أن أشار القاضي إلى أنها عانت من طفولة قاسية وربما كانت ضحية استغلال بدورها.

كما أصدرت المحكمة أوامر منع دائمة تحظر على أفراد العصابة التواصل مع ضحاياهم، وأدرجتهم جميعًا في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية، في حين صدر بحق ستان أمر خاص بالاتجار والاستغلال لمدة خمس سنوات.