لاعب ومدرب هوكي مصري دولي سابق، عمل مع فريق ويلز لفئة ما دون 18 عامًا — أقدم على قتل زوجته بسبب مشكلات مالية، ولأنه أصبح مهتمًا بامرأة أخرى.
حُكم على مدرب هوكي بالسجن المؤبد لمدة لا تقل عن 21 عامًا، بعد إدانته بقتل زوجته مصممة الديكور الداخلي في مقاطعة ووسترشير، بعدما زعم أنها طعنت نفسها حتى الموت.
محمد سماك (43 عامًا) قال أمام هيئة المحلفين إن زوجته، جوان سماك (49 عامًا)، طعنت نفسها في الصدر والبطن بعد أن استيقظ في نحو الساعة الثالثة فجرًا يوم الأول من يوليو/تموز من العام الماضي، في منزلهما بمنطقة "تشستنَت سبيني" في مدينة "درويتويتش سبا".
وأُدين سماك بارتكاب جريمة القتل يوم الأربعاء بعد إعادة محاكمته.
ووفقًا للادعاء، فإن سماك — وهو لاعب ومدرب هوكي مصري دولي سابق، عمل مع فريق ويلز لفئة ما دون 18 عامًا — أقدم على قتل زوجته بسبب مشكلات مالية، ولأنه أصبح مهتمًا بامرأة أخرى.
وخلال المحاكمة، قال سماك إن زوجته أنهت حياتها بنفسها وكانت تعاني من اضطرابات نفسية وإدمان الكحول. إلا أن أصدقاءها وعائلتها أكدوا أنهم لم يلاحظوا أي سلوك يدعو للقلق بشأن صحتها النفسية أو شربها للكحول، مشيرين إلى أنها كانت متفائلة ولديها خطط كثيرة للمستقبل.
وأثناء النطق بالحكم يوم الجمعة (31 أكتوبر/تشرين الأول)، قال القاضي جيمس بيربيدج كيه سي، إن أفعال سماك كانت "شريرة إلى حدٍّ يتجاوز التصور"، وإنه دمّر حياة عائلة جوان بالكامل.
وأضاف القاضي في كلمته:
"العاطفة التي أظهرتها إما زائفة أو نابعة من شفقة على نفسك. لا أستطيع أن أعتبرك نادمًا، لأنك ما زلت تنكر مسؤوليتك، وتسببت في معاناة أحبّاء جوان بإجبارهم على تحمل مشقتي محاكمتين. لقد سعيت لتشويه سمعتها بادعاءات زائفة بأنها كانت تفرط في الشرب وتعاني اضطرابات عقلية، بينما الحقيقة مغايرة تمامًا. كانت امرأة قوية ومتماسكة وقادرة على إدارة حياتها."
وكشفت التحقيقات أن جوان، التي كانت المعيلة الرئيسية للأسرة بينما كان سماك يعاني في العثور على عمل دائم، تعرضت لست طعنات في الصدر والبطن، تراوحت أعماقها بين 2.5 و10 سنتيمترات.
وأفاد خبراء الطب الشرعي أمام المحكمة أن قوة كبيرة كانت مطلوبة لاختراق عظمة الصدر (عظم القص)، وهو ما يجعل احتمال أن تكون قد ألحقت بنفسها هذه الجروح أمرًا غير ممكن تقريبًا.
وخلال الجلسة، قالت والدة الضحية، «بيني فيل»، والدموع تنهمر من عينيها، إن العائلة والأصدقاء "لن يتجاوزوا أبدًا" فقدان ابنتها "التي لا تُعوَّض"، والتي كانت تتطلع لبدء عمل جديد والاحتفال بعيد ميلادها الخمسين.
وأضافت:
"كان لديها كل ما يجعلها متمسكة بالحياة. كأمها، أنا مدمّرة تمامًا، ولا يمر يوم دون أن أفكر في جوان وأبكي. كانت طفلتي. شاهدتها تكبر لتصبح امرأة جميلة، واثقة، عطوفة. اضطررنا للاستماع إلى مزاعم باطلة عن شخصيتها وحياتها، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. لقد كانت أمًا مجتهدة ومخلصة لعائلتها."
أما شقيقها، «مارك فيل»، فقال للمحكمة إن وفاة أخته كانت "مفاجئة، عنيفة، وقاسية إلى حد لا يُقاس".
وأضاف:
"أفتقدها بشدة، وجزء مني مات في ذلك اليوم. أن يحدث هذا داخل منزلها الذي أحبّته وشعرت فيه بالأمان أمر لا يمكن استيعابه. رعب ما مرت به يطاردني كل يوم. كنت أتمنى لو تمكنت من إنقاذها. أشعر أنني خذلتها. لا بد أنها كانت مرعوبة وتعاني ألمًا لا يُحتمل. منذ وفاتها، كل يوم أصبح كابوسًا مستمرًا."
وأوضحت المحكمة أن الزوجين تعارفا عام 2011 حين كانت جوان تقيم في أحد الفنادق بمدينة طابا المصرية، حيث كان سماك يعمل في قسم الترفيه. وبعد ذلك، كانا يتبادلان الزيارات بانتظام قبل زواجهما عام 2014 واستقرارهما في ووسترشير.
إلا أن زواجهما الذي استمر عشر سنوات شابه الكثير من التوتر، وكان الزوجان ينامان في غرف منفصلة. وقال سماك إنه كان يفتقد "الرومانسية" في العلاقة، وإنهما كانا يعيشان عمليًا كغرباء في بيت واحد.
واعترف بأنه استأنف التواصل مع امرأة فرنسية كان قد تعرف عليها عام 2009، وأنهما التقيا في لندن وتبادلا القُبل، لكنه لم يُخبر زوجته بذلك.
وفي المقابل، كانت جوان قد أسرّت لصديقة بأنها لم تعد تحب زوجها وكانت تتمنى الطلاق.
وفي وصفه لما حدث ليلة مقتلها، قال سماك أمام المحكمة إنه استيقظ على صرخة من زوجته، فخرج إلى الممر ورآها — على حدّ زعمه — تقف في الزاوية وتطعن نفسها.
لكن حين اتصل بخدمات الطوارئ في الساعة 4:10 صباحًا — أي بعد أكثر من ساعة من سماع الجيران لصرخة استمرت نحو عشر ثوانٍ — قال لموظف الاتصال إنه ذهب إلى الحمام، ثم قرر تفقد زوجته التي كانت تنام في غرفة منفصلة، فوجدها على السرير والسكين مغروز في بطنها.
وقال إنه كذب في البداية لأنه شعر بالذعر وخاف أن يُتهم بقتلها.
وأضاف أنه كان في حالة صدمة ويبكي على الأرض بعد الحادث، وأن موظف الطوارئ طلب منه إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR)، لكنه لم يفعل، رغم أنه مدرب على هذه العملية ويحتفظ بحقيبة إسعافات أولية في غرفته.
كما أظهرت التحقيقات أن دماء جوان وُجدت على ملابس كان سماك قد أخفاها في علّية المنزل.
وخلال المرافعات، قال محامي الدفاع، «جون جونز كيه سي»، إن سماك "رجل ذو سلوك حسن فقد السيطرة على نفسه"، مضيفًا أنه "حتى إن وُجدت نية للقتل، فقد كانت لحظة عابرة".
لكن القاضي بيربيدج قال في حكمه:
"حتى لو كانت نيتك قد تكونت للحظة وندمت بعدها سريعًا، فإنني أجد أنك قصدت القتل بالفعل."
وتابع القاضي:
"لم يكن أمامها أي فرصة للدفاع عن نفسها أو صدك. الطعنة الحاسمة كانت بقوة هائلة، اخترقت عظمة الصدر بالكامل ووصلت إلى القلب. هذه الطعنة كانت سبب وفاتها، وأحدثت ألمًا شديدًا، كما أن سحب السكين تسبب بألم مضاعف. لقد ماتت خلال عشرين دقيقة. ثم واصلت طعنها في البطن وتركت السكين مغروزًا في جسدها. ربما شعرت بالصدمة بعد ذلك، لكنك كنت تملك القدرة على إنقاذ حياتها لو كان ما فعلته نوبة غضب عابرة. كنت مدربًا على الإنعاش القلبي الرئوي، لكنك لم تتصل بالطوارئ فورًا، بل سعيت لإخفاء جريمتك. انتظرت وشاهدت زوجتك تلفظ أنفاسها الأخيرة."
وأوضح القاضي أن سماك تعمّد تعزيز قصته "الشريرة والمضللة" بأن زوجته انتحرت، من خلال إخفاء الملابس الملطخة بالدماء في العلّية، والتي لم يُعثر عليها إلا أثناء إعادة المحاكمة الثانية.
وأضاف:
"عندما كُشف أمر تلك الملابس أثناء المحاكمة الثانية، كانت أمامك الفرصة للاعتراف بالحقيقة، لكنك لم تفعل. عندما ابتعدت جوان عنك وتوقفت عن حبك، لم تتمكن من التكيّف عاطفيًا مع ذلك. ومع كونها المعيلة الأساسية للأسرة، لم تحتمل ذلك. ربما قالت لك إنها لم تعد تحبك، لكنك كنت تعلم أنها لن تتركك. لقد أعماك غرورك وأنانيتك، ودمّرت عائلة بأكملها."
وفي ختام الجلسة، أمر القاضي بسجن «محمد سماك» مدى الحياة مع فترة لا تقل عن 21 عامًا، مع خصم 483 يومًا قضاها موقوفًا على ذمة القضية، قبل أن يحق له التقدم بطلب للإفراج المشروط أمام لجنة الإفراج الخاصة.
COMMENTS